لا أعرف إذا كان من حق الذين يعملون بالقرب من الرؤساء والحكام وتسمح لهم الظروف بمعرفة أدق التفاصيل التي تتعلق بالحياة الخاصة والشخصية لهم أن يتحدثوا عنها وأن يستثمروها بعد رحيل الرؤساء والحكام! هذا سؤال ناقشته من قبل في مقال نشرته بتاريخ10 فبراير عام2004 تحت عنوان حرية الصحافة.. وحرمة الموتي... وكان دافعي إلي كتابة هذا المقال- وقتها- أن الرجل العظيم فرانسوا ميتران الذي حكم فرنسا رئيسا في قصر الإليزيه لمدة14 عاما خلال الفترة بين عام1981 و1995 لفترتين رئاسيتين متتاليتين, أصبح منذ رحيله عن الدنيا مادة خصبة للعديد من الكتب والمذكرات وأحدثها كتاب ألفه أحد أفراد الحرس الخاص لميتران, وهو دانييل جامبا الذي كان مكلفا بأمن الرئيس وعائلته. الكتاب يحمل عنوانا لافتا هو: شريك متميز في الحديث والعنوان مأخوذ من الصفة التي كانت تطلق علي مجموعة أمن رئاسة الجمهورية الفرنسية الذين كان المؤلف واحدا منهم. ويؤكد دانييل جامبا مؤلف الكتاب إنه علي الرغم من أن ميتران كان رجلا مولعا بالمرأة وأنه لم يكن يخفي ذلك فإنه كان في الوقت نفسه شديد التحفظ ولا يتحدث أبدا في هذا الموضوع, ورغم هذا التباين فإن ميتران- علي حد شهادة المؤلف- لم يكن يشعر بأي حرج أمام أحد بما في ذلك حراسه وحاشيته المقربة. ويروي المؤلف واقعة بعينها للتدليل علي صحة ما يقول: أتذكر واحدة من هذه العلاقات النسائية المهمة التي أقامها ميتران في منطقة شارع سان جيرمان.. كانت فتاة سمراء جميلة يقل عمرها عن ثلاثين عاما علي وجه التأكيد.. كان ميتران يذهب غالبا لرؤيتها وكان في مثل هذه الحالات يشرح لنا بشكل دقيق الخطوات التي ينبغي اتباعها قائلا مثلا: عليكم أن تتركوني علي بعد خطوات من المبني, وسوف أسير قليلا دون أن يرافقني أحد.. ولا ينبغي أن أكون تحت الأنظار. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: الضفادع لا تستطيع العيش خارج المستنقعات! [email protected]