بسبب كتيب أصدرته وزارة الأوقاف التي كان يترأسها وكتب مقدمته يقول فيها "يبدو أن فريقا من المتطرفين يسعون في الأرض فسادا ولا يريدون استقرارا، استغلوا الشباب وصوروا المجتمع بأنه مجتمع كافر تجب مقاومته ولا يجوز معايشته وأن العنف هو الحل لفرض الشريعة وهذا أبعد مايكون عن الدين السمح وعن الوسطية الإسلامية التي التي هي شريعة الإسلام وينادى بها الأزهر الشريف ولهذا أقدم هذا الكتيب لشرح معنى الإيمان في الإسلام والوسطية في الدين وأن مدى صدق شهادة المسلم مرتبط بما في قلبه وعلى الذين يوزعون الإيمان والكفر على الناس أن يراجعوا أنفسهم وإلا باءوا بإثم كبير" .. تم اغتيال الشيخ محمد حسين الذهبى في يوليو 1977، ذلك الأزهرى المستنير الذي طالما حذر من أفكار وأعمال الإخوان المسلمين ضد الوطن والدين. ومازال الصراع مستمرا بين التنوريين حاملين شعلة سماحة الدين ووسطية الاسلام وأوصياء الدين. وقد تناولت الاسبوع الماضي في مقالي الهجوم التتاري علي الباحث اسلام بحيري وعلي الأزهري المستنير د. سعد الدين الهلالي استاذ الفقة المقارن والذي ينادي وبكل قوة بأراءة السمحة التي تفتح المجال للفكر والتفكر بغلق الباب في وجة أوصياء الدين ولذا هاجمة موْخرا كل من الأزهر والأفتاء بعد ان تناول الكثير من الوقائع التى تثبت ان ديننا السمح الوسطي المعتدل تم تشويهة وتفسيرة وعرضة بشكل خاطئ علي مدار ال40 سنة الماضية ولذا اراد تصحيح ما تم تغييب بة العقول عن صحيح الدين. وقد تعرض لنفس الشئ منذ سنوات الشيخ الدكتور مصطفى راشد, العالم الأزهرى, وأستاذ للشريعة الإسلامية ومقارنة الأديان، وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان, والذي يطلق علية لقب مفتي استراليا وهو رئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان ومركزها الرئيسي بسيدنى استراليا والذي لة الكثير من الكتب و الأفكار المتفتحة و الكثير من التفسيرات فيما يخص الحجاب وتنقية كتب التراث وتنقية الخطاب الديني والتي جعلت بعض المشايخ يناصبوة العداء العلني. فلقد رفض راشد الفقه العنيف المغزول بالدين الذى يجعل اوصياء الدين يملكون الحكم والناس والأرض, رغم أن الله لم يُشَرعَ لخلافة فى الحكم ولم يعطى وكالة لأحد كى ينوب عنه فى الأرض بعد الأنبياء. في حوار لي معة سينشر لاحقا اشار الي ان الفكر الإرهابى انتشر وتوغل مستغلين بعض الأحاديث الغير صحيحة لانقطاع سندها ليصطدم المتطرفين مع المعتدلين وأصحاب الفكر الحر, وبالتالي ظهرت الديكتاتوريات واالتطرف والإرهاب. كما اوضح الشيخ د. مصطفي راشد انة بالنسبة للتفسيرات الفقهية فبالقطع غالبيتها لا يصلح فكل زمن له أدواته ومفرداته وتحضره, ولكننا أمة لا تتطور، رغم أن التطور والتجديد أمر شرعى تطالبنا به الآيات والأحاديث مثل حديث الصحابى أبو هريرة عن الرسول (ص) إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا. نفس الأمر تعرض لة كذلك الشيخ محمد كريمة استاذ الشريعة الأسلامية و د. يسري جعفر الأستاذ بكلية اصول الدين, لأنهم يدعون للتنوير واحياء المشروع الفكري الحديث للأمام محمد عبدة. لتستمر المعارك الدينية الفكرية بين المتنورين وبين اصحاب الفكر الوهابي. بأختصار ان تجديد الخطاب الديني يحتاج إلي مشروع متكامل ينطلق من ثوابت الدين وأصوله, مع النظر في المستجدات وحاجات المجتمعات الإسلامية من خلال فقه "الواقع" لأصلاح العقل المسلم من أجل أن تقديم خطابا يتفق مع عالمية الإسلام الوسطي المعتدل السمح الحميد. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى;