كتب:العزب الطيب الطاهر تتطلع المعارضة السورية والتي ستجتمع اليوم وغدابأسطنبول للبحث في مرحلة ما بعد الأسد الي مرحلة مغايرة من الفعالية والحيوية, خاصة بعد انتخاب الناشط الكردي عبد الباسط سيدا رئيسا للمجلس الوطني الذي يشكل العنوان الخارجي لها. حتي يكون بمقدورها الإسهام بجهدها الي جانب معارضة الداخل في تحقيق أهداف الثورة السورية التي مضي عليها حتي الآن أكثر من خمسة عشر شهرا حاول النظام الحاكم فيها وما زال تكريس قبضته الأمنية وهيمنته علي مفردات المشهد السوري ولاشك أن تصعيد' سيدا' بدلا من الدكتور برهان غليون والذي تحمل عبء التأسيس لإنطلاقة المجلس الوطني لايشكل القضية الرئيسية المطلوبة في هذه المرحلة وإنما المطلوب وبإلحاح في هذا الإتجاه هواستعادة وحدة الصف بين تيارات وفصائل المعارضة والتي عانت من حالات الإنقسام خلال الفترة الماضية مما قلل من كفاءتها وخفض سقف أدائها, وربما يشكل انتخاب' سيدا' بداية للمضي في هذا الطريق الزاخر بالصعوبات بالرغم مما يجمع هذه التيارات والفصائل من قواسم مشتركة لتوحيد الرؤي وإنجاز المهام الوطنية في مواجهة النظام الحاكم الذي صعد عملياته الدامية بشكل لافت خلال الأيام الماضية ولاشك أن ذلك مرهون بتكاتف أعضاء وتجنب مزالق الإنانية والهوي والبعد عن المكاسب الضيقة من أجل انقاذ سوريا والسوريين من براثن تجار الموت وعصابات الخراب لاسيما أن: النظام' لم يعد يتورع في سبيل بقائه واستمراره في السلطة من أن يجر البلاد إلي حرب أهلية طائفية بدأت نذرها تلوح بشكل جلي من خلال المجازر التي يتم الكشف عنها وآخرها مجزرة القبير في ريف حماة الي جانب مذبحة دير الزور التي قتلت فيها قوات بشار الأسد ما يزيد عن ثلاثين مدنيا من بينهم اطفال كالعادة وإصابة أكثر من100 شخص آخر, وهو ما ينبئ أن الأوضاع في هذا البلد العربي دخلت منعطفا خطيرا أضحت معها المطالبة بتطبيق مبادرة كوفي انان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية ذات النقاط الست, والتي تحظي بالتأييد الواسع أقليميا ودوليا شيئا من الماضي بعد أن عجزت عن أن تكون رقما مهما علي الأرض, واللافت إن أعداد الضحايا القتلي والجرحي والمعتقلين قد تزايدت منذ الحديث عن بدء تطبيقها قبل نحو شهرين وانتشار المراقبين الدوليين في مختلف أنحاء سوريا والذين لم يشكل وجودهم أي اختلاف ولم يمنع حضورهم في المدن والبلدات السورية من استمرار القتل واستمرار قصف المدن والبلدات الثائرة. وتوسع هذه المعطيات دائرة التحديات المطروحة أمام المعارضة السورية والتي يتعين عليها أن تسارع الي الاستجابة لدعوة الجامعة العربية لعقد مؤتمر شامل لكل فصائلها وقواها بالقاهرة تمهيدا لتوحيد رؤيتها حتي تتمكن من صياغة محددات التعامل مع المرحلة الإنتقالية التي ستظهر عقب سقوط النظام في ظل مايراه رئيس المجلس الوطني الجديد من أنه فقد شرعيته ويعيش مراحله الأخيرة, وذلك يتطلب منه تحديدا أن يعمل علي توسيع وتوحيد كل اطياف المجلس, فالمهمة المقدسة التي ولد من أجلها المجلس تستدعي من جميع القوي السياسية المنضوية تحت قيادته الجديدة مساعدته في عبور أزمة المجلس, وهو ما يستوجب البدء فورا في عملية إعادة الهيكلة للمجلس وهي الخطوة التي تترقبها الجامعة العربية حتي تنتهي من ترتيباتها لاستضافة مؤتمر المعارضة الذي كان من المقرر أن يعقد يومي16 و17 مايو الماضي ولكن تيارات من المعارضة من بينها المجلس الوطني طلبت تأجيله. ويمكن النظر بإيجابية للدعوة التي وجهها' عبد الباسط سيدا' للمسئولين في النظام السوري وفي مؤسسات الدولة إلي الانشقاق والانضمام إلي المعارضة وتأكيده أن المواجهة معه باتت في مرحلة الحسم وذلك يعكس أن الثورة السورية المتواصلة منذ خمسة عشر شهرا بدأت في مد جذورها علي مساحة الوطن السوري وأن النظام الذي رفض الاستجابة لمبادرة وقف العنف يعيش في الربع ساعة الأخير. وبالطبع ثمة مهام عاجلة من الرئيس الجديد للمجلس الوطني تتمثل بالأساس في ترتيب توسيع العضوية في المجلس بحيث يشكل إطارا لكل فصائل المعارضة, فهناك العديد من الفصائل التي ترغب في الانضمام إلي مسيرة المجلس,بينما تسعي مجموعة أخري الي الاتفاق مع المجلس علي رؤية مشتركة لسوريا المستقبل وذلك من شأنه أن يشكل عنصر إسناد رئيسيا للحراك الثوري بالداخل من خلال تقديم الدعم اللوجيستي, للجيش الحر ليتمكن من الدفاع عن المدنيين السوريين.