تواصلت على مدار أمس ردود الفعل الرافضة لإعلان جماعة الحوثيين وأنصار صالح، من جانب واحد، تشكيل «مجلس أعلي لحكم اليمن» من 10 أعضاء أمس الأول، فى خطوة أنهت فعليا مفاوضات السلام باليمن والتي استضافتها الكويت خلال الفترة الماضية. وكشف المسئول الإعلامي في الوفد الحكومي اليمني بمشاورات الكويت محمد العمراني، أن الوفد سيغادر الكويت، اليوم، بعد إعلان المتمردين، لافتا إلى أنه لم يعد هناك معنى للمشاورات الآن . واعتبر المسئول اليمني أن «المشاورات انتهت عمليا إلا إذا حصلت معجزة بأن يعلن الانقلابيون تراجعهم عن هذه الخطوة أحادية الجانب». ووصف العمراني إعلان المتمردين الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح تشكيل مجلس رئاسي ب»الخطوة الصادمة للمجتمع الدولي والمبعوث الدولي الذي ظل يبشر اليمنيين بالأمل والأوهام». وفور إعلان المتمردين، أعلنت الحكومة اليمنية أن مفاوضات السلام قد انتهت، معتبرة أن: «إعلان طرفي الانقلاب عن ما أسموه اتفاق تشكيل مجلس سياسي لإدارة البلاد، يعكس حالة من الصلف والغطرسة وعدم احترام المليشيا الانقلابية للأمم المتحدة والمجتمع الدولي والدول الراعية لمشاورات السلام الجارية في دولة الكويت الشقيقة، وعدم جديتها في الوصول الى حل سياسي ينهي معاناة الشعب اليمني». وأكدت الحكومة في بيان أن «الاتفاق المعلن بين فصيلين غير شرعيين، يكشف النوايا الحقيقية لدى الميليشيا الانقلابية ، والتي نبهت منها الحكومة الشرعية ووفدها التفاوضي، وحذرت مرارا وتكرارا من أنهم يستغلون مشاورات السلام كتغطية لحرف الانتباه عن تحركاتهم الاساسية للمضي في حربهم العبثية وانقلابهم المرفوض شعبيا ودوليا». وشددت على أن ذلك «يحتم على الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص السيد اسماعيل ولد الشيخ والمجتمع الدولي الوقوف أمام ذلك بجدية وحزم، حتى لا تكون القرارات الملزمة «قرار مجلس الأمن 2216 الصادر تحت الفصل السابع» مجرد حبر على ورق». وأشارت الحكومة الى أن المتمردين «يطلقون بذلك رصاصة الرحمة على مشاورات السلام في الكويت»، لافتة إلى أن «هذا الأسلوب لا يدل على قوة بل يعكس في المقام الأول استهتار وعدم مبالاة بحياة الملايين من أبناء الشعب اليمني». لكن الحكومة اليمنية اعتبرت في بيانها أن «ما لم تدركه الميليشيات الانقلابية أنها لم ولن تستطيع فرض إراداتها بقوة سلاحها غير الشرعي على الغالبية المطلقة من الشعب اليمني». وقال عبدالله العليمي نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية وعضو الوفد الحكومي الى المفاوضات في الكويت على حسابه في تويتر «شكراً لأشقائنا في الكويت أميرا وحكومة وشعبا على كل الجهود المخلصة، المشاورات انتهت تماما، شاركنا وصبرنا لأجل شعبنا. وننهي المشاورات لأجله». وأضاف:»أطلقت الميليشيات الانقلابية الرصاصة الاخيرة ليس فقط على مسار المشاورات، بل على مستقبل العملية السياسية برمتها، وعليها تحمل تبعات ذلك». وقال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي إن هذا التحرك يمثل «انقلابا جديدا» معتبرا أن المتمردين «يفوتون فرصة للسلام». واعتبر المبعوث الخاص للامم المتحدة لليمن «ان هذا التطور لا يتماشى مع الالتزامات التي قطعتها أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام بدعم العملية السياسية التي تتم بإشراف الأممالمتحدة». وبدأت مفاوضات بين الطرفين في الكويت في أبريل برعاية الأممالمتحدة، لكنها لم تحرز تقدما يذكر. وفى سياق مقابل، قال الناطق الرسمي باسم جماعة أنصار الله الحوثيين إن اتفاق انصار الله الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي وحلفائهم، لن يؤثر على نقاشاتهم في مشاورات السلام المنعقدة في الكويت. واعتبر محمد عبد السلام في بيان نشره على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي إن « هذا الاتفاق الوطني هو نتيجة طبيعية لمواجهة كافة التحديات التي تواجه شعبنا اليمني وهو صورة أخرى لمعنى التلاحم الوطني في أنصع صورة وليس لهذا الاتفاق أي تأثير على نقاشاتنا القائمة في دولة الكويت الشقيقة فإذا توافقت الاطراف اليمنية على أي حل سياسي فإننا سنكون وكل حلفائنا في طليعة من يتبنى ذلك ويتحرك في إطاره ويدعم تنفيذه». وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد اعتبر اتفاق الحوثيين وصالح على تشكيل مجلس سياسي يشكل «انتهاكا قويا لقرار مجلس الأمن الدولي 2216، ويعرض مشاورات السلام في دولة الكويت للخطر». وفي الإمارات، أكد وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش أن تشكيل مليشيا الحوثي والمخلوع ما اطلقت عليه « المجلس السياسي « لحكم اليمن هو محاولة يائسة لمن إنقلب على النظام الشرعي وساق اليمن إلى العنف، موضحا أن مراوغتهم في دولة الكويت تعرت من جديد. وأضاف قرقاش في حسابه على موقع التواصل الإجتماعي أن بيان تشكيل المجلس السياسي الذي أصدرته مليشيا الحوثي والمخلوع أشبه بورقة التوت لن تخدع أحدا فالتمرد والانقلاب سبب الحرب والحديث عن تغطية دستورية مهزلة جديدة. واكد ان المجتمع الدولي يدرك تماما ان الحوثي الذي يمثل أقل من 1% من اليمنيين أدمن السلطة والمال والجاه، وأن ترتيب المجلس السياسي الجديد في هذا السياق. وقال وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتى إن الحوثي بخطوته الجديدة وتشكيل مجلسه الوهمي يستعرض سذاجته السياسية من جديد، فالإقصاء مبدأ التمرد و ما هكذا تورد الأمور مؤكدا معاليه ان دور المخلوع صالح دور تابع. وأشار قرقاش إلى أن مفاوضات الكويت كشفت للمجتمع الدولي أن الحوثي رافض للاتفاق السياسي لأنه ذاق طعم السلطة والمال، مؤكدا أن المجلس السياسي تخبط جديد يدفع حسابه اليمنيون. وبدوره، أعلن رئيس الوزراء النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام الموالي للشرعية الدكتور أحمد عبيد بن دغر أن الاتفاق لا يعني أعضاء الحزب في اليمن فى شئ لأنه اتفاق بين الانقلابيين على الشرعية واختطاف الدولة. وقال الحزب « إن الشعب اليمني وفي مقدمته قواعد وقيادات المؤتمر وإخواننا في القوات المسلحة والأمن يعتبرون الهدف من هذه الخطوة القضاء على جهود السلام في الكويت وتوجيه ضربة قاضية لجهود الأممالمتحدة لانقاذ اليمن من المليشيات المتمردة ، كما أنه استخفاف صريح بجهود المجتمع الدولي». ودعا بيان الحزب كل قواعد وقيادات المؤتمر في الداخل والخارج الى رفض الإتفاق والالتفاف حول شرعية الدولة ومؤسساتها ، وفي الأساس منها شرعية الرئاسة رمز الدولة وعنوان الوحدة التي يستهدفها الاتفاق ، واتخاذ مواقف واضحة وإدانة هذا التطور الخارج عن الإرادة الوطنية والذي يعيد العملية السياسية والمشاورات في الكويت إلى نقطة البداية ، ويعرض الدولة والمجتمع اليمني لمخاطر التمزق والضياع واستمرار الحرب وسفك الدماء. كما دعا الأممالمتحدة إلى اتخاذ موقف واضح من هذه الخطوة التي تهدد بوقف عملية السلام وتذهب بجهود الأممالمتحدة إلى المجهول. وناشد النائب الأول لرئيس المؤتمر التحالف العربي تعزيز جهوده السياسية والعسكرية والاقتصادية لمواجهة هذه التطورات والارتقاء بعلاقات التحالف مع الشرعية إلى المستوى الذي يحقق الهدف منه ومن عاصفة الحزم وتطوير آلياته ووسائله وتلافي ما لحق به من قصور ، وذلك لتهيئة الظروف لهزيمة الانقلاب ومن خلفه من القوى المعادية المتربصة بأمن المنطقة واستقرارها. وعلى صعيد آخر، كشف متحدث أمس الأول أن قوات الأمن اليمنية اعتقلت عددا من المشتبه بهم لصلتهم بهجوم على دار للمسنين في عدن في مارس الماضي قتل فيه 16 شخصا على الأقل من بينهم 4 راهبات هنديات. وقال بيان المتحدث إن أحد المشتبه بهم اعترف بضلوعه في الهجوم الذي اقتحم فيه أربعة أشخاص زعموا أنهم في زيارة لوالدتهم المبنى وفتحوا النار، وتم اختطاف قس هندي في الهجوم ولا يزال مصيره مجهولا. ولم يعرف الدافع وراء الهجوم الذي وصفه الرئيس عبد ربه منصور هادي بأنه عمل إرهابي. ووصف المتحدث المعتقلين بأنهم «عصابة» لكنه لم يدل بتفاصيل عن عددهم أو دوافعهم وقال إن البحث عن مزيد من المشتبه بهم لا يزال مستمرا.