أكدت الولاياتالمتحدة أن مفاوضات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة لم تفشل، وأن أعمال العنف فى سوريا انخفضت بنسبة 70٪، وذلك على الرغم من توقف المفاوضات ووقوع مجزرة فى سوريا يواجه الرئيس بشار الأسد اتهامات بارتكابها عندما سقط 44 قتيلا من المدنيين مدنيا فى قصف جوى لمناطق تحت سيطرة المعارضة شمال غرب البلاد. وتعليقا على هذه التطورات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربى إن واشنطن ما زالت تعتبر أن الهدنة سارية فى سوريا، مضيفا: «نعتقد أن الهدنة بشكل عام صامدة ومن المهم الحفاظ عليها»، وصرح مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دى ميستورا بأنه على الرغم من تزايد حدة العنف فى سوريا، فإن وتيرة أعمال العنف انخفضت بنسبة 70٪. وفى الوقت الذى حمل الدبلوماسى الأمريكى الأسد مسئولية غالبية الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار، دعا المعارضة إلى العودة لمائدة المفاوضات، موضحا : «ما زلنا نؤمن بالعملية السياسية، وبأهمية هذه المحادثات». وجاء ذلك غداة إعلان الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، تعليق مشاركتها فى المفاوضات غير المباشرة الجارية بجنيف احتجاجا على عدم إدخال مساعدات إنسانية إلى المناطق السورية المحاصرة وانتهاكات اتفاق وقف الأعمال القتالية. وفى غضون ذلك، قال المبعوث الروسى لمباحثات السلام السورية أليكسى بورودافكين إن قرار المعارضة السورية بعدم حضور المفاوضات الرسمية يعد «خطأ» لأن أى تسوية سياسية لا تتم إلا من خلال التفاوض، واتهم المعارضة بأنها «تفتقر للرؤية السياسية للمرحلة الانتقالية وتبدو غير قادرة على إبرام اتفاق»، على حد تعبيره. وبدوره، أكد نائب وزير الدفاع الروسي، أناتولى أنتونوف، أن مهمة القوات الروسية فى سوريا هى منع الإرهاب من الانتشار والحيلولة دون زحفه نحو أراضى موسكو، موضحا أنها نفس المهمة التى كانت قبل سحب جزء أساسى منها مؤخرا. ومن جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسى جان مارك إيرو إنه ينبغى على دى ميستورا أن يبرز مسئوليات كل فريق فى المحادثات، خاصة مسئوليات الحكومة السورية وداعميها، وأضاف أنه لابد من مطالبتهم بممارسة الضغوط اللازمة للمساعدة فى دعم العملية السياسية. واقترح إيرو تعزيز آلية مراقبة اتفاق وقف الأعمال القتالية بالتنسيق مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وكان المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التى تمثل المعارضة السورية الرئيسية رياض حجاب قد دعا القوى الكبرى أمس للاجتماع لإعادة تقييم الهدنة التى قال «إنها لم تعد مطبقة»، مضيفا أنه لايمكن إجراء محادثات سلام مع استمرار معاناة الشعب السوري. وميدانيا، أحبطت وحدة من الجيش السوري، أمس هجوما لمجموعة مسلحة تابعة لتنظيم (جبهة النصرة) على نقطة عسكرية على أطراف حى المنشية بمدينة درعا. وفى سياق متصل، قضى الطيران السورى على العشرات من تنظيم «داعش» الإرهابي، ودمر عدة آليات لهم فى قرية البغيلية وشرق مطار دير الزور العسكري، فضلا عن تدمير عربات للتنظيم قرب مستودعات تدمر بريف حمص الشرقي.