أنا هنا لا اتكلم بخصوص فكرة البرنامج اللطيفة عن كيفية عمل الكشرى والتى بثت على شاشة الفضائية المصرية ظهيرة السبت الفائت، ولا عن مقدمته خفيفة الظل أو الشيف المحترم الذى قام بالشرح والاعداد، فقط ألوم القائمين على ادارة الشبكة الفضائية المصرية ليس لأن الصواب جانبهم بشأن التوقيت الذى لم يكن مناسبا بالمرة لتزامنه مع زلزال الارهاب فى فرنسا بل لافتقارهم للمهنية والحس الخبرى وحسنا هبت الرئاسة منددة بتلك الجرائم الهمجية فورا دون تباطؤ، وخلال اجتماعه مع الناشرين فى اليوم نفسه دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى الحضور بالوقوف دقيقة حدادا على الضحايا الابرياء الذين سقطوا فى الهجمات الدموية بباريس.إن المشهد التليفزيونى يعكس وعلى نحو نهائى مدى التخلف المروع الذى تعانيه فضائيتنا التى أحيانا توصف بانها ملك للشعب هكذا قال عصام الأمير رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون، وبدورنا نتساءل أى شعب هذا الذى يرضى على نفسه ان يعيش منعزلا عن كوكبه وعالمه الذى يعج بتطورات هائلة متلاحقة لا تتوقف. فمع اللحظات الاولى من التفجيرات الانتحارية كانت الشبكات العربية تقطع برامجها العادية، وتتفرغ لتغطية مباشرة لحظة بلحظة ولم تكتف بذلك بل راحت تستطلع آراء الخبراء والمتخصصين أجانب وعربا وبالطبع كان المصريون فى المقدمة أما نحن فكان الغياب والغيبوبة من نصيبنا كما هى العادة مع الأحداث الجسام وكأننا فى واد آخر لا علاقة لنا بما وراءه فى ظاهرة تدلل على البون الشاسع الذى صار يفصلنا عن ميديا مرئية ناطقة بذات لغتنا. الى متى هذا الوضع المخجل؟ المسألة لها شقان لا ثالث لهما، الأول الكفاءات وهى كثيرة ولكنها غير مستغلة، وذلك لضعف الامكانات المادية وتلك لا مفر من تدبيرها كأولوية لا تحتمل التأخير فالتنوير ومواكبة الحقيقة لا يقلان أهمية عن رغيف الخبز والثانى يتمثل فى العلاقة مع الدولة التى يجب أن ترفع يدها تماما ولا تتدخل اذا كانت تريد فعلا إعلاما ناهضا يلبى طموحات ثورتين خالدتين نادتا بالحرية والعدالة والمساواة. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد