منذ سنوات عديدة وتحديدا عندما كان سفيرا لبلادنا فى الولاياتالمتحدةالأمريكية كنت أرى فى نفسى وما زلت حماسة شديدة للدكتور نبيل فهمى ، ومثلى مثل آخرين توقعت وانتظرت آنذاك أن يسند له بعد عودته موفقا ، مهمة تتناسب مع قدراته وخبرته التى لا يمكن للمرء أن يشكك فيها. لكن يبدو أن هناك من توجس خيفة تجاهه فناصبوه العداء غيرة ونفاقا معا ، إنه مع الاسف ، داء بيروقراطيو العالم الثالث خدم السلطان ووريثه ، وكان يمكن أن يظل مهمشا كما خطط له، لكن شخص مثله بحيويته وإمكاناته أبى أن يقتصر عمله على احتساء القهوة فى ديوان الوزارة حتى ولو كان مكتيه يطل على صفحة نيلنا الخالد وبعدها بعام وجد من يقدره. ومع غضبة الثلاثين من يونيو العظيمة ، وبدء خريطة الطريق عادت الدولة المصرية تستفيد من بعض أبنائها ، الذين لبوا النداء ومنهم الدكتور نبيل فهمى الذى قبل حقيبة الخارجية وطبيعى أن يثير حفيظة الإخوان ومن صاروا فى فلكهم . لكن للحق هالنى هذا الركام من الإسفاف والوضاعة من شخص يحمل رسالة دكتوراه عندما راح يتهكم عليه بوصفه بالخواجة صنيعة أسياده «تعال يا بلبل» ولكنه لحسن الحظ أنه مختل نفسيا إضافة إلى أن جنانه انطلق من فضائية لا تقل عنه دناءة وحقارة فالطيور إذن على اشكالها تقع. غير أن ما يدعو للأسى أن يكون نبيل فهمى هدفا لتصفية حسابات رخيصة وأن تدار من خلال الفضائية المصرية ملك دافع الضرائب وهو المواطن المصرى ، هذا ما حدث أمس الأول، فعلى إيقاع اسم الكنانة، وتلك مفارقة مخزية ، جرى يجال ظاهره تقييم العلاقات مع أمريكا، إلا أن هدفه كان الحط من قدر الوزير الذى استنكف مقدم البرنامج وضيفه من ذكر اسمه كأنه نكرة ، حقا إنه لأمر مخجل. وشأنهم شأن العوام توقفوا عند كلمة قالوا إنها أزعجت المصريين ، والسؤال بأى قياس توصلوا إلى تلك الحقيقة الزائفة؟ وظنى أن نجاحه هو الذى ألهب صدور حساده ، فاشتاطوا حقدا وغلا فليموتوا بغيظهم ، وتحية لنبيل فهمى الدبلوماسى المحترم الذى شرفنا. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد