لن يكون في مقدورنا, أن نضيف شيئا يذكر للمأساة التشيلية, لحظة مصرع الراحل الدكتور سلفادور الليندي, أكثر بما صاغه سينمائيا الفرنسي الاصل المخضرم كوستا جافراس في شريطه الرائع الذي عنونه بالمفقود وعرض مستهل ثمانينيات القرن المنصرم كما أن صاحب هذه السطور لن يزيد علي ماذهب إليه الزميل محمد الزرقاني في اخبار اليوم من سرد لمعلومات وتواريخ, غير أن الاسقاط الذي انتهجه زميلنا, والتلميح بتشابه يصل لحد التطابق بين أوجستو بينونيشه قائد الانقلاب الذي أطاح بالليندي في الحادي عشر من سبتمبر1973, والفريق أول عبد الفتاح السيسي, بدا في نظرنا مغالطا منافيا للحقيقة, ليس لأن البون شاسع بل لا وجود أصلا سندا للمقايسة بين ما تم وراء الاندير وما حدث بالكنانة. فالحالم العطوف الليندي, لم تكن هناك ملايين طالبت برحيله, بل العكس كان محبوبا قريبا من بسطاء وفقراء وطنه الذين أعطوه أصواتهم كي ينتشلهم من غبن وفساد, إلا أن ملل البيت الابيض من التغيير الذي ناضل كي لا يحدث, كان عظيما ومروعا في آن, والدليل علي ذلك ما قاله زعيمه ريتشارد نيكسون آنذاك, أننا لا نطيق حكم هذا الليندي الماركسي رغم أن الأخير لم يكن سوي إشتراكي بالمعني الفضفاض اراد ان يعيد صناعة النحاس إلي ابناء شعبه وليس لرجال الاعمال الامريكيين. وبايعاز من الكنيسة الكاثوليكية ذات النفوذ الطاغي وبدعم واشنطن وعرابها الشهير هنري كيسنجر أطاحت المؤسسة العسكرية التشيلية بالليندي وقتله في ساحة القصر الجمهوري بالعاصمة سينتياجو, واسقطت البلاد كلها في أتون نظام قمعي متوحش إستباح دماء الالاف من المعارضين باعتراف السفاح بونشيه نفسه. تري ما هو وجه الشبه فيما سردناه اختصارا, وما جري بميادين المحروسة نهاية يونيو ويوم الجمعة الفائت, من ساعات نادرة اذهلت القاصي والداني لما حوته من مشاهد تجسدت فيها روعة بشر تواق لوطن يسع الجميع وصيحاته المدوية, الشعب والجيش يد واحدة فهل من المروءة أن يقف الأخير متفرجا لا يلبي إرادة هو جزء لا يتجزأ منها. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد