صور مغلوطة منعوتة بكل أنواع البذاءات والتكفيرات شملتها مواقع التواصل الاجتماعى، رغم أن جزءا كبيرا منها انطلق متمسحا بالدين الحنيف وهو ما كان يفترض التحلى بالعفة والاقتداء بسنن الأولين بعيدا عن السباب ولكن هيهات فى تأكيد متجدد على أن البون شاسع بينهم وبين عوالم التحضر والحق فى الاختلاف، أو أن يكون لدى البعض منا رأى مغاير، أو حتى سلوك قد يعتبره الآخرون غير مألوف. أقول ذلك تعليقا على تلك الحملة الضارية والتى لم تتوقف فصولها حتى كتابة تلك السطور، والسبب هذا الظرف الاستثنائى وفيه وقفت نساء مع رجال صفا واحدا بصلاة العيد الفائت. والمرء لا يدرى ما هى الكارثة التى حلت على دار الإسلام؟ فى حين أن المرئى أمامنا وشاهده القاصى والدانى والذى لم يستغرق سوى دقائق معدودات، كان عفويا شفافا اكتسى بكل معانى الجلال والاحترام وسط همهات خاشعة لرب العباد تعلوها صيحات تكبير ترفرف لها الافئدة فرحة وسعادة ،فما الضرر والضرار؟ سيصفون ما حدث بكونه بدعة، وبدورنا نتساءل هل من الضرورى أن تكون كل بدعة ضلالة، ثم من هو المنوط به كى يحدد لنا يقينا دون لبس أو تاويل ما هى البدع؟ والسؤال الأهم لماذا نصرعلى الشكل، آلم نر ملايين الخاشعات فى الكنائس والمعابد يؤدين الصلوات وهن يرتدين أزياءهن العادية، ثم لماذا نذهب بعيدا ونحن نرى بلادا إسلامية قريبة جدا منا وهنا يحضرنى تركيا على سبيل المثال لا الحصر فنساؤها لا يكتفين بمشاركة الذكور صلاة الأعياد جنبا إلى جنب بل تجدهن فى الجنازات الجميع صفا واحدا دون غطاء رأس أو ارتداء زى معين. ونساء البوسنة والهرسك شاهدناهم مؤخرا وهن يحيين ذكرى موتاهم الذين لقوا حتفهم فى مذابح الصرب الشهيرة بتسعينيات القرن الماضى وقد ظهرن ينتحبن ويقرأن الفاتحة وهن سافرات بل إن أذرعهن المرفوعة للسماء بدت مكشوفة دون أن يخالجهن ادنى شك بانهن يرتكبن أى وزر أو خطيئة.. لك الله يا مصر. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد