يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم. اعتدت قرائي الأعزاء من خلال منبر (ميدان التحرير) أن أولي سطور هذا الباب لكل الأحداث الجارية في الشارع المصري وعلى الساحة كما اعتدت أيضا أن أناقش معكم ما يدور في خلدي وأن أستمع لأرائكم وتعليقاتكم بشأن ما أكتبه، وفي الحقيقة قد بدأت المقال هذا الأسبوع بآية من آيات الذكر الحكيم، لأنني بدأت تساورني بعض القلق والمخاوف تجاه تصرفات الكبار في مجلس الشعب، وأعتقد أن البعض منكم سيشاركني فيما أفكر. من خلال متابعتي المستمرة لجلسات مجلس الشعب الموقر، بدأت ألحظ بعض التصرفات الغريبة التي يهتم بها بعض من هؤلاء المنتخبون، الذين من المفترض أن يمثلوا الشعب في أولويات إحتياجاته ومتطلباته ومن ثم يقومون بعرضها على الحكومة، لكن مع الأسف الشديد أننا نجد من يقوم بالأذان للصلاة فهو ليس بالمكان المناسب لذلك، فمجلس الشعب ليس مسجدا يتم فيه النداء للصلاة. أيضا أن يتم اختزال مهام المجلس في البحث فقط عن تعويض أسر الشهداء واقتراح قانون يمنح أسر الشهداء تعويضا يصل ل100 ألف جنيه بدلا من 30 ألف، فكنوز الدنيا لن تعوض أسرا عن فقدانها أحد أبنائها، ثم من هم الشهداء؟ (وهنا أنا لا أقلل من الدور الذي قاموا به ولكني أقصد التحرير أم محمد محمود أم شهداء المجمع العلمي، وسؤالي هنا استفهامي) كما أن هناك شهداء 67 والاستنزاف ونصر أكتوبر 73 وهؤلاء فعلا شهداء قدموا أرواحهم فداءا للوطن ولم يطلبوا شيئا في المقابل. أيضا من المشاهد التي أعتقد أننا لن ننساها اختلاق عضو في المجلس وهو أنور البلكيمي قصصا من نسج خياله وافتعاله قضية من لا شيء، لسبب ما في نفسه، إضافة إلى المحاسبات وتبادل الخناقات والاتهامات داخل المجلس، الذي من المفترض أنه يقوم بتناول القضايا المصرية ليعكف على إيجاد حلا لنا.. ألا يعلم من في المجلس أن هناك الكثير من القضايا الملحة كالأمن والبلطجة وهنا يجب على المجلس الضغط على الحكومة وتحديدا الضغط على الداخلية ومحاسبتها لتوفير الأمن للمواطنين، بالإضافة للبطالة ومسألة رغيف العيش.. ألا يرون أنها الأهم للنقاش حاليا حتى لا نحرم من وجود الرغيف في ظل أوضاع اقتصادية متردية. ومن بعض المشاهد التي تقلقني حقيقة هو اهتمام الإخوان المسلمين السياسي بتعيين من هم في المناصب من نفس الحزب الذي ينتمون إليه، وهذه الصور تقلقني، ربما في وقت لاحق بعد ترتيب البيت من الداخل حينها يستطيعون ذلك خاصة إذا أثبتوا جدارتهم وأحقيتهم. مع الأسف أشتم رائحة عصر مبارك الذي استأثر بكل المناصب لصالح حزبه الأوحد وهمش الجميع.. حيث تعودنا خلال عهده البائد علي سياسات ترعى مصالح فئات بعينها وقوانين تخدم أشخاصا محددين دون أي اعتبار لمصلحة الوطن وجموع المواطنين, وكانت النتيجة ثورة جاءت من حيث لم يحتسبوا قضت علي ما كانوا يفعلون. والإخوان أمامهم فرصة تاريخية الآن في إعادة تنظيم المجتمع المصري علي أسس جديدة عصرية تضمن الاستقرار وتدفع بالبلاد نحو التقدم وتضع مصر في مصاف الدول المتقدمة، إذا ما أداروها دون مراعاة مصالح فئوية أو خاصة فقط بما يرضي الله.. والشعب المصري ذكي ولماح ويدرك تماما من يسعي لمصلحته ومن يسعي لمصالح شخصية. إذن، فالمطلوب الآن وقفة مع أنفسنا حتى لا نقوم بتكرار المأساة ثانية.. فلم نقم بثورة من أجل تغيير الشكل بل المضمون، أو هكذا أعتقد أن الثورة كانت لأجل تغيير النفوس وليست الوجوه! والله المستعان. [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن