قال احد الفلاسفة: ان هؤلاء الذين استبدلوا الأمن بالحرية ،لا يستحقون ايا منهما، وكم اخشى ان تنطبق تلك النظرة الفلسفية على الشعب المصري ،هذا الشعب الذي اثبت لنفسه قبل ان يثبت للعالم انه مازال حيا ، ومازالت العروق تنبض بدم حر ،وارادة أقوى من الم البطون الخاوية وكرباج الظلم والقسوة الاجتماعية ، ولا شك ان ما حدث امس في مسرح البالون ومن ثم انتقل الى ميدان التحرير ثم تفرع ممتدا الى مجلس الوزراء مطالبا باقالة رئيس الوزراء السيد/عصام شرف ، لنا فيه نظرة تحليلية..... اولا/ كان من المفترض ان تذاع مباراة مهمة يترقبها الجميع ليس في مصر فقط بل في الوطن العربي ومن المؤكد العالم الخارجي المهتم بالرياضة ، اذا فالعيون متربصة في هذا الوقت تحديدا على الشاشة المصرية ، ثانيا / اعلان حل المحليات _وانه لقرار انتظرناه بشغف ولهفة_ ثالثا/ فلنتابع الوضع جيدا ، هناك احتفال لتكريم اسر الشهداء فما الذي يستدعي ان يهاجم المسرح ويكسر وتنقلب التكريم الى تأبين وحزن ؟ هل اسر الشهداء فعلوا هذا حقا ؟اذا فهو سبق الارصاد والترصد ، وكيف وبسرعة البرق اجتمع كل هؤلاء حاملين معهم الاسلحة البيضاء وغيرها من ادوات حرب الشوارع؟ فمن الصعب ان نلقي ما حدث على اسر قدموا فلذة اكبادهم فداءا لحرية الشعب المصري !! اذا نعود ونسأل :من هؤلاء؟ اعتقد ان الخبر الذي جعل الاسد المحبوس في حالة هياج داخل قفصه هو (حل المحليات) فأطلق صفارة التخريب لاعوانه والوقت مناسب جدا حتى يثبتوا للعالم ان مصر بعد الثورة مفككة ومدمرة وان حكومة شرف غير قادرة على تأمين مباراة لكرة القدم ،ولا لاحتفالية لتكريم الشهداء ، فكيف ستؤمن وطن بأكمله؟! الضربة كانت قوية وفي الصميم ومرتبة بذكاء ، والمجلس العسكري في حالة تباطؤ ملحوظ في اجراءاته القضائية ضد رموز الفساد والذي من المفترض ان توجه لهم تهمة (الخيانة العظمى) وانتشرت البلطجة كما الماضي القريب في الانتخابات لكن اليوم اصبحت البلطجة في الميدان ..فهل الشرطة مازالت على عقيدتها الاولى ؟ هل المجلس العسكري متورط بشكل او بآخر في تباطؤ وتواطؤ ضد الشعب المصري؟ هل المؤامرة هذه المرة من الداخل، اى صناعة محلية صافية ام هناك اشارة على استحياء للسفارة السعودية في القاهرة والتى يتهمها البعض بخدمة النظام المخلوع ومحاولة افساد ثورة الشعب الابي؟ لماذا لا يصدر المجلس العسكري احكاما عسكرية على البلطجية ؟ كل القلوب المصرية حائرة وبداخلها الاف الاسئلة ، لكن الواضح ان المتربصين لمصر كثر ،ويتفننون في اثارة الشغب فتارة فتنة طائفية ومرة فوضى وارباك الشارع بالبلطجة المصطنعة ومرات بمحاولة الوقيعة بين الشرطة والشعب او الجيش والشعب لن تنتهى محاولات الفاسدين ، لكن في النهاية سينتصر الشعب وما يحدث هو امر صحي وطبيعى فمصر في عنق الزجاجة ولن تخرج بسلام دون تلك المراحل الانتقالية التى توقعناها جميعا وعلينا بالصبر وتثقيف النفس والرجوع للعمل لبناء الوطن من جديد فمصر تريد الامن والحرية معا ونحن لها بأمر الله