احترت جدا لكتابة هذه السطور، لأنني في حالة حزن شديد على ما يحدث في هذا البلد، لا أعرف من أين أبدأ.. نغمض أعيننا لنستفيق في الصباح على الفوضى التي أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا.. فهل أبدأ بالفوضى ولا الاعتصام ولا إضرابات عمال النقل ولا المظلات ولا المدرسين ولا شهداء الشرطة ولا الفساد في قطاعات الدولة ولا المفسدين في البلد ولا الحرامية والبلطجيين ولا الفلول ولا الجواسيس ولا التهديدات.. إلى أين تتجه مصرنا؟؟؟ إلى جانب كل ذلك أقرأ نبأ يرعبني بالأمس عن وجود صواريخ في قناة السويس، من أدخل هذه الصواريخ إلى القناة ولمصلحة من؟ لابد أن نفيق من غفلتنا، فهناك من يعبث بأمن ومصلحة بلدنا مصر، بالتأكيد هناك من يستفيد من حالة الفوضى التي تعيشها مصر حاليا وهناك من لا يريد أن تقوم لهذا البلد قائمة! يارب أنا دوري في مجال الإعلام أن أساعد الناس في معرفة الحقائق وأحاول أن أعينهم على فهم الأوضاع، لكن مع الأسف كل ما حولنا مبهم وعديم الرؤية ولا يساعدنا على الشفافية ومعرفة الحقائق، وعزائي الوحيد هو أن ما يحدث الآن، كان يحدث في ثورات معظم الدول التي سبقتنا في ثوراتها مثل إسبانيا والبرتغال وفرنسا واليونان وإيطاليا وغيرها من الدول التي شهدت ثورات وعاشت فترات مراحل انتقال لكن ما يشغل بالي الآن هو كيفية الخروج من هذه الدائرة المفرغة التي دخلنا فيها جميعا، لا حديث في مصر الآن إلا عن الفوضى والاعتصام وقانون الطوارئ.. واللغط الكبير المثار حول هذا القانون.. طبعا من قال لا أعرف فقد أفتى.. وأنا لست ممن يدعون فهم القوانين والاعتراف بالحق فضيلة وشأني شأن أي فرد عادي في المجتمع معلوماته محدودة بالقوانين.. ما أعرفه أنه لم يتم إلغاء العمل بالقانون، لكن تم تعطيل العمل به فقط.. وتفعيله في الوقت الحالي من أجل الوقوف في وجه البلطجية والحرامية ومثيري الشغب في مصر.. وعن رأيي في الطوارئ، سأقول لا للطوارئ في وجه إرهاب الرأي والفكر، لا لقانون الطوارئ إذا تم تفعيله لمصادرة الحريات والاعتصامات، فالتظاهرات هي أعراض صحية لمجتمع صحي.. أما إذا تم حصر القانون فقط لمواجهة هؤلاء البلطجية أو المأجورين ضد بلدنا، أو إذا كان هناك قانون موجود آخر يمكن تفعيله لمواجهة الأمر ذاته، فأهلا به.. فهؤلاء يستحقون قضم رقابهم.. وفصل رقابهم عن أجسامهم.. هؤلاء يروعون الآمنين.. وهؤلاء يقتلون الشرطة، فمنذ أن تم إعلان وزارة الداخلية عن العمل بالقانون لمواجهة هؤلاء المنحطين، فإذا بهم يقومون بذبح أفراد الشرطة والأمن يوميا.. من هؤلاء ومن يمولهم ومن أين لهم بهذه الجرأة؟ هل من أحد يقول لي كيف ستحميننا الشرطة وكيف ستقوم بعملها وهل ستستطيع مواجهة هؤلاء المسلحين؟ نحن نريد الشرطة، الأمن شيء غالي جدا في الوطن حتى نشعر بالأمان، وأعتقد أن هذه النعمة نفتقدها جميعا في ظل الظروف الراهنة، ومن الجائز أن نفقدها أكثر إذا تمادى هؤلاء في ترويع الشعب.. نخرج ونحن خائفون، على أنفسنا، على أولادنا، حتى على أهالينا عندما نتركهم في البيوت وحدهم، خشية دخول بلطجية لسرقتهم أو قتلهم إذا استنجدوا بأحد.. وأرجوكم لا تقولوا أنني أبالغ فيما أقول.. فهذا والله ما يحدث على أرض الواقع! أما عن الاعتصام والتظاهر فهو حق مكفول للجميع، خاصة بعد أن كممت الأفواه على مدار هذه العقود السابقة وسنوات الظلم والقهر والفساد والمفسدين.. حسبي الله ونعم الوكيل فيما فعلوه بنا.. لكنني أدعو إخوتي وأخواتي لسرعة الانتباه والعمل وحب هذا الوطن بجد وليس على طريقة الأغاني التي يجيدها الجميع.. فمصرنا تحتاج في الفترة الحالية والقادمة لكل يد تساعد وتبني من أجلنا.. كفانا شعارات زائفة ومستوردة من هنا وهناك.. لابد من الصدق بجد والإخلاص في العمل من أجل مصرنا الحبيبة. في النهاية لا يسعني إلا أن أدعو الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء بالمصداقية والشفافية مع الشعب من أجل حقن هذه المطالب، فإذا أشركت الحكومة الحالية كل فرد في المجتمع في المشاكل التي تمر بها الحكومة مع الدولة، سيهدأ ذلك من وطأة وحدة الاعتصام ويحول هؤلاء المعتصمين الثائرين لفئات منتجة في المجتمع.. بدلا من إهدار هذا الكم الهائل من الطاقات.. وأقول قولي هذا.. والله المستعان.