تسبب قرار البطلان الثانى للمحكمة الدستورية المتعلق بالسماح لمزدوجى الجنسية بالترشح للانتخابات، فى إرباك جديد للمشهد الانتخابي، حيث بدأت عجلة الانشقاقات السياسية تضرب بتداعياتها السلبية الكثير من القوائم الانتخابية القائمة، بحيث بات من الصعب أن ينجو منها القليل، ومنها حزب النور الذى يحتفظ بتوازنه السياسى لكونه قوائمه الانتخابية ومرشحيه كانوا تحت مظلة الحزب، بعد الاستبعاد السياسى له من الائتلافات التى شكلت لخوض منافسات انتخابات مجلس النواب. وكان هذا الإرباك الثانى على التوالى بمثابة محدد كاشف عن هشاشة العديد من تلك الائتلافات السياسية وغلبة الطابع الشخصى المصلحى عليها، والأهم العجلة التى تمت بها عملية بناء تلك التحالفات والائتلافات.
الجندى يقود انشقاقا داخل «25 30» كتبت هبة عبدالستار: فاجأ مصطفى الجندي، أحد مؤسسى تحالف 2530 الجميع بإعلانه استقالته مع عبدالحكيم عبد الناصر من التحالف والاكتفاء بتقديم الدعم المعنوى لكتلة مستقلة من المرشحين سيتم تشكيلها ولا تؤيد أى تحالف انتخابى أو قائمة بعينها، داعيا من يتبنى نفس الموقف للانضمام لهم، لافتا إلى أن مقر الدقى سيكون هو المقر الرئيس لها. وأكد بالمؤتمر الصحفى الذى نظمه أمس الأول السبت أن التحالف لم يفرض على أعضائه تأييد قائمة انتخابية بعينها سواء قائمة « فى حب مصر» أو قائمة «صحوة مصر» إنما ترك الحرية لهم لتأييد القائمة التى يراها الأنسب ويؤيدها أهل دائرة كل عضو. عن انضمامه لائتلاف « فى حب مصر « أكد الجندى أنه تلقى اتصالا من اللواء سامح سيف اليزل القيادى بالقائمة ومحمود بدر عضو القائمة للانضمام إليها منذ فترة، وأنه قرر الانضمام إليها بعدما تأكد من عدم وجود فلول نظام مبارك، مشددا على أنه لن ينسحب منها. وقال الجندى فى تصريح للأهرام أن عدد الاستقالات التى استقبلوها بعد المؤتمر الصحفى الذى أعلن فيه استقالته وعبد الحكيم جمال عبد الناصر من التحالف فى تصاعد مستمر واقتربت من 90 استقالة من إجمالى 150 مرشحًا كانوا على قوائم التحالف. كما استنكر ما أسماها بأكاذيب الدكتور أحمد دراج المتحدث الرسمى للتحالف حول نفى استقالة هذا العدد من القيادات المؤسسين مثل عبد الحكيم جمال عبد الناصر والدكتور عبد الرحمن سعد، مشيرا إلى أن دراج ومجموعته كانوا يتوقعونه أن يخوض معركة ضدهم إلا أنه انسحب من التحالف وتركه لهم حسب وصفه. من جهته شن دراج هجومًا حادًا على الجندي، نافيا ما تردد حول استقالة المهندس عبد الحكيم عبد الناصر. ووصف دراج فى تصريح ل» الأهرام» المؤتمر الذى نظمه الجندى وعدد من مرشحى التحالف بأحد الفنادق لإعلان استقالتهم بالفقاعة التى لن تؤدى إلى شيء، مضيفا « التحالف لا يريد حزبا وطنيا فى صفوفه ولا يريد من يعمل لصالح الحزب الوطنى ومبادئ التحالف فى رفض الفلول والإخوان واضحة لأنه تم تدشينه فى إطار وثيقة مستقبل مصر التى أعدها حوالى 100 شخصية من الشخصيات العامة والسياسية»، على حد تعبيره. وأتهم صراحة الجندى بكونه انضم للفلول بقائمة « فى حب مصر» وغير مرحب به ونحن لا نعرف التجارة بالكلام ولن ننساق للمهاترات لأننا نعرف بوصلتنا جيدا. ونفى دراج أن يكون عبد الحكيم عبد الناصر قد تقدم باستقالته، موضحا « عبد الحكيم عبد الناصر لم يستقل من التحالف ونرفض أن يتم الزج باسمه من قبل الجندى بسبب مكانة وتاريخ والده واستغلال ذلك. وما لا يعرفه الكثيرون أن عبد الحكيم حضر معنا اجتماع المكتب السياسى الأخير قبل سفره مباشرة خارج مصر وأكد خلاله رفضه لما يفعله الجندى وأنه لن يحضر المؤتمر الذى سيعقده وأنه ينأى بنفسه عنه»، بحسب توصيفه. فيما أكد عبد الناصر، أحد مؤسسى التحالف، أنه قرر الاستقالة وأن استقالته نهائية لا رجعة فيها، وأوضح فى اتصال هاتفى مع « الأهرام» من الإمارات أنه فضل الانسحاب من التحالف عندما استشعر أن الأمر سيتحول إلى خلافات على دعم القوائم الانتخابية على الرغم من أنه تم تأسيسه ليكون تحالفا للمستقلين بالأساس، لافتا إلى أنه أول من تقدم باستقالته وأنه أرسلها فى ساعة مبكرة من صباح أمس الأول السبت إلى التحالف قبل أن يعلن بقية الأعضاء استقالتهم. قائمتا «النور» و«فى حب مصر» تحافظان على تماسكهما كتب محمد عنز: أكد حزب النور تماسكه العضوى بالتأكيد أنه لن يتأثر بقرار الدستورية، وأن الحزب لن يعيد النظر فى اختيار مرشحيه لانتخابات مجلس النواب لكونها عملية تمت وفقا لمعايير واضحة وقناعة وثقة الحزب فيهم. وأشار جلال مرة أمين عام حزب النور لكون الحزب لديه مجموعة من الكفاءات وأصحاب الخبرات التى لديها رؤية وتستطيع خدمة البلاد وتقديم حلول غير تقليدية للمشاكل التى يعانى منها الوطن وأن المرحلة المقبلة تحتاج إلى تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة. وكان المجلس الرئاسى لحزب النور قد عقد اجتماعا موسعا برئاسة الدكتور يونس مخيون رئيس الحزب لمناقشة المستجدات التى طرأت على الساحة السياسية، والآثار المترتبة على حكم المحكمة الإدارية والدستورية بوقف الانتخابات وكيفية التعامل مع سلبياتها وإيجابياتها. كما ناقش الاجتماع خطة متابعة الغرفة المركزية للانتخابات على مستوى الجمهورية وخطة تحرك الحزب فى المرحلة المقبلة. فيما عقد حزب الوفد اجتماعا مساء أمس بمقر الحزب بالدقى كان على أجندته الموقف من قرار الدستورية الأخير، الموقف من البقاء فى قائمة « فى حب مصر « حيث ساد اعتقاد عام أن الحزب ربما يوظف القرار والتأجيل التالى للانتخابات فى تبرير الانسحاب من القائمة، والتفرغ لتشكيل قائمة مستقلة نتيجة الضغوط التى يمارسها الشباب على قيادة الحزب من أجل الانسحاب من قائمة فى حب مصر، إلا أن قيادة وفدية كبيرة صرحت للأهرام قبل الاجتماع أن هناك اتجاها عاما للبقاء داخل القائمة والحفاظ على تماسكها من أجل الصالح العام. فيما أكدت مصادر داخلية بقائمة فى حب مصر النية بعد قرار الدستورية إعادة النظر فى بعض المقاعد التى سيدفع بها فى الانتخابات البرلمانية القادمة، وأن هناك مجموعة من الأسماء الوطنية البارزة التى سيتم ترشيحها على بعض القوائم، خاصة أنه كانت هناك رغبة كبيرة بضمها إلا «المزيد عن علي» على منع ترشحهم وقف حائلًا دون تحقيق ذلك.
«صحوة مصر» يؤكد مرونة الائتلاف وقدرته على الصمود أكد المتحدث الإعلامى باسم الاتحاد المدنى الديمقراطى «صحوة مصر» رامى جلال أن قرار الدستورية أعاد المشهد السياسى الانتخابى للمربع الأول من جديد، مما يشكل تحديا أمام القوائم والائتلافات الموجودة. وأضاف جلال أن الهيكل الأساسى لقوائم صحوة مصر لن يتغير، رغم قرار الدستورية، فنحن نتمتع بقدر من المرونة فى إدارة المواقف المختلفة نظرًا للفكرة التى قامت عليها قوائمنا ؛ فنحن مجموعة مرشحين يقفون معًا على أرضية وطنية مشتركة وتجمعهم الكفاءة والجدارة، حسب توصيفه. وعن الإرباك الجديد وموقف بقية الأحزاب من إمكانية إعادة تكوين أو تفكيك ائتلافات انتخابية القائمة، أكد جلال: إن هناك خللًا واضحًا لدى الأحزاب السياسية فى فهم الفلسفة التى قامت عليها القوائم الانتخابية، والتى تمثل 20 % من مقاعد مجلس النواب، فهذا ليس مجال عمل الأحزاب، ولعل ما يحدث الآن من قبيل الاستعراض الإعلامي، ومجال عمل الأحزاب الحقيقى هو الصراع على المقاعد الفردية، وعليهم أن ينسقوا فيما بينهم لسد الطريق على التيارات غير المرغوب فيها من المتاجرين بالدين أو المنتفعين وأصحاب المصالح.