مع ما يعانيه المواطن من قلة الدخل بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها بلادنا، فقد ارتفعت الأسعار، وصرنا نعاني كثيرًا من ارتفاعها في زماننا هذا، خاصة مع محاولات رفع الدعم وارتفاع أسعار وسائل المواصلات والكثير من الخدمات. فقد ارتفعت فواتير الكهرباء لدرجة جنونية، وطفرت طفرة لا مثيل لها، حتى أن فاتورة كهرباء السلم والمدخل جاوزت ألفي جنيه ونصفًا!! ما هذا؟ هل هذه فاتورة سلم العمارة ومدخلها أم فاتورة مصنع صغير؟ فكان الله في عون المواطن المصري، الذي أصبح يعمل ليل نهار –هذا إن كان لديه وظيفة أصلا في زمن البطالة- من أجل أن يسدد الكم الهائل من الفواتير، وبالرغم من هذا تنقطع الكهرباء لوقت طويل في الأقاليم بالذات وبعض نواحي القاهرة الكبرى، ونحن ما زلنا في فصل الشتاء، ما يعني أن التكييفات لم تعمل بعد! فماذا سنفعل في فصل الصيف؟! ولجأ كثير من المواطنين تفاديا لغلاء أسعار الكهرباء، فراحوا يتكالبون على تركيب الغاز الطبيعي ويستخدمون سخانات الغاز؛ نظرًا لأنها توفر الكثير وتكلفتها أقل سعرًا من سخانات الكهرباء، فإذا بفواتير الغاز ترتفع هي الأخرى، فالفاتورة التي كانت تأتينا بسبع جنيهات وبعد تركيب سخان الغاز ارتفعت إلى مائة جنيه، بل جاوزت المائة، هكذا فجأة دون سابق إنذار!! ماذا هنالك؟ لا أحد يجيب؟ اللهم إلا ما يدور على ألسنة البعض من أن هناك أكثر من شركة للغاز وجميعها تتقاسم ثمن الفاتورة!! أو أن السبب هو نظام الشرائح، حيث إن قارئ عداد الغاز أو الكهرباء لا يأتي بصفة دورية، بل يأتي بطريقة عشوائية قد تكون في أول الشهر أو في وسطه او في آخره؛ وبناء عليه فإنه يسجل لك قراءات مختلفة كل شهر، فمرة يسجل لك قراءة صغيرة؛ فتجد الفاتورة معقولة ومقبولة، ومرة تجد الفاتورة مرتفعة لدرجة غريبة؛ نظرًا لأن قارئ العداد سجل لك كمية استهلاك كبيرة ومن ثم دخلت بذلك في نظام حساب الشرائح، وادفع أنت الثمن أيها المواطن المسكين. فما الحل إذن؟ يتوجب عليك أيها المواطن أن تقوم أنت بالإبلاغ بنفسك عن قراءة عداد الغاز أو عداد الكهرباء، وبنظام، وذلك كل أول شهر؛ كي تتلافى عشوائية القراءة التي يقوم بها موظفو الغاز أو الكهرباء الذين يتعاملون عشاوئيًّا وعلى أمزجتهم، ولا يراعون ما يترتب على ذلك من معاناة المواطن الذي يئن ويصرخ من كثرة ما يدفعه من فواتير للغاز والكهرباء والمياء واتحاد الملاك أو الإيجار، ناهيك عن كارثة الدروس الخصوصية التي عمت بها البلوى ليس في المدارس فحسب بل في الجامعات أيضًا وفي كليات الطب والهندسة على سبيل الخصوص!! لمزيد من مقالات د . جمال عبد الناصر