تمر الأيام ويبقى وجه الشهيد طائفا بين اضلع اب مكلوم وزوجة غاب عنها الامل فأصبحت بلا سند، الحزن يخيم بأرجاء البيت، هنا كان يجلس، وهنا كان يتحدث، ولكن يد الإرهاب السوداء حالت دون كمال الفرحة، ففى أغسطس من العام الماضى قامت عناصر الجماعة الارهابية بقتل 11 ضابطا والتمثيل بجثثهم امام مركز شرطة كرداسة دون أى وازع من الرحمة. ولكن الشرطة كانت لهم بالمرصاد فقبضت على بعضهم وامام قضاء عادل ونزيه كان الحكم بإعدام 188 متهما فيما عرف بأحداث مذبحة كرداسة. وبدموع الحزن والاسى تحدث اهالى الشهداء وبين مطالباتهم بتنفيذ الحكم، ظهر جليا اصرارهم على القبض على المتهمين الهاربين، واصفين اياهم برأس الافعى، وان وجودهم على ارض الدنيا هو الظلم الحقيقى للشهداء، وطالبوا رجال الشرطة الاوفياء بإتمام الجميل واحضار باقى المتهمين حتى يلقوا نفس مصير من سبقوهم من السفاحين، وقد حاورت الاهرام اسر شهداء مذبحة كردسة، الذين اثلج صدورهم سماع النطق بالحكم منتظرين التنفيذ . وبدموع حزن تختلط بالسعادة تحدثت نجلاء سامى زوجة العميد الشهيد عامر عبدالمقصود نائب مأمور مركز شرطة كرداسة قائلة لقد رجع الينا نصف حقنا وحق الشهداء فبعد ان مثل المتهمون بجثة زوجى وفروا هاربين لن يريح قلبى الا القبض على الهاربين منهم فهم العقل المدبر والمنفذ الحقيقى للمذبحة، وسردت قائلة أمثال محمد نصر غزلان وطارق الزمر وكل العناصر التكفيرية التحريضية يجب ان يلقى القبض عليهم، لأنهم من خطط ونفذ للجريمة البشعة وأيضا أوجه شكرى للاب الحنون اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية ورجال الشرطة الساهرين على راحتنا وحمايتنا الذين قبضوا على المتهمين واطالبهم بالقبض على باقى المتهمين الهاربين وان لا تضيع القضية مع الوقت . وأضافت زوجة الشهيد عامر عبد المقصود انها لم تستطع حضور جلسة النطق بالحكم وأكدت انها اذا حضرت كان سوف يكون بحوزتها ماء النار حتى تلقيه على المتهمة سامية شنن كما فعلت بزوجها الشهيد، واليوم سوف اقف امام صورة زوجى احدثه كعادتى لأقول له لقد عاد حقك وننتظر القصاص . الحال لم يختلف كثيرا عند الشهيد هشام شتا الضابط بقسم شرطة كرداسة حيث تحدث والده جمال الدين شتا قائلا انه كان متابعا لأحداث الجلسات على مدى اكثر من عام مضى، وأنه عقب التصديق على الحكم ليكون باتا واستنفاد إجراءات الطعن على الحكم سوف يدعى مدنيا على قتلة الشهداء من الإرهابيين . وأضاف ان الحكم قد أثلج صدورنا انا وزوجتى والدة الشهيد التى لا تكف عن البكاء على نجلها وفلذة كبدها بعد هذه الجريمة البشعة، وطالب والد الشهيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن يصدر قانونا يلزم القائمين على تنفيذ حكم الإعدام ان يكون التنفيذ علنيا ، وأضاف انه مثلما فعلوا بابنى وباقى الشهداء وتمثيلهم بجثثهم الطاهرة وتصوير تلك الجريمة البشعة لا بد أن يكون إعدامهم أيضا مصورا ويعرض على الشعب حتى يكونوا عبرة لأمثالهم من الإرهابيين. وأكد والد الشهيد ان هذا الإجراء ليس مخالفا للأعراف، فالأصل ان يطبق حد الله على الملأ ليكون العقاب من أصل الجرم ، ولكن القانون يمنع ذلك وسوف نحترم ذلك اعلاءا لدولة القانون . وأضاف الأب المكلوم: كلما رأيت مشاهد قتل نجلى شعرت وكأننى أريد أخذ حقه بيدى، ولكن يوجد قضاء عادل، وقد قالت لى والدته، التى كانت تساعده على اتمام زواجه، فبدلا من ان تزفه لعروسه كان الميعاد للفراق، إنه الآن فى مكان أفضل عند رب العباد. وعن حالته بعد استشهاد نجله، تحدث والد الشهيد والحزن غالبا عليه، قائلا: بعد فراق الحبيب نحن فى عزلة عن المجتمع، فهو من كان يطل علينا بابتسامته وعطفه يملأ الدنيا على أنا ووالدته بكل السعادة، لقد اختطفوا منى روحى وسبب تحملى للمصاعب وأكد والد الشهيد أن نجلى قد قتل غدرا، فلم يواجهه قاتله الخسيس بل قتله من الخلف كما يفعل الجبناء، ولو كان واجهه لاختلف الأمر ولكنها أرادة الله وعسى ان يكون خيرا، وطالب والد الشهيد بالقبض على المتهمين الهاربين لتنفيذ حكم الإعدام عليهم مثل باقى الإرهابيين ، وانتظر من أجهزة وزارة الداخليه ان تحضر الهاربين أمثال عاصم عبد الماجد والباقين من المتهمين الموجودين فى دول معروفة . وأضاف انه منذ وقوع الحادث البشع وانا على اتصال مباشر ودائم بوزير الداخلية وهو لا يتأخر عنى فى أى طلب وتكون التلبيه اسرع فى كل الأوقات و كلما لجأت للقيادات الامنية قبل ان اكمل اجد التلبية واهدأ بمجرد جلوسى معهم وتحدثى عن نجلى الشهيد ، واكد والد الشهيد هشام شتا ان ذهابه الى وزارة الداخليه يكون بلا موعد وعلى الرغم من ذلك يجد الترحاب واشعر وكأنى بين افراد اسرتى . بينما تحدثت سحر يوسف زوجة الشهيد اللواء مصطفى الخطيب والذى قتله المتهمون بدم بارد، مؤكدة أنه على الرغم من وجود المتهمين فى القفص والسيديهات التى سجلت وقائع الجريمة بالكامل وكان فيها المتهمون يقتلون ويمثلون بجثث المجنى عليهم من ضباط القسم، إلا أن القضية ظلت اكثر من عام أمام القضاء ينظرها فى جلسات عديدة بين طلبات الدفاع عن المجرمين والشهود وقد اعترفت عليهم ألسنتهم فى مشاهد بشعة، واليوم قد رد نص الحق والباقى بأن أراهم وقد علقوا على المشانق وكلى ثقة بالقضاء المصرى النزيه ، وطالبت زوجة الشهيد بعدم عرض صور القتل للمجنى عليهم من الضباط الشهداء حتى نرحم اهلهم من عذاب رؤية تلك المشاهد البشعة.