على الرغم من مرور أكثر من عام على استشهاد 14 من رجال الشرطة بمركز شرطة كرداسة على يد عناصر إرهابية والتمثيل بجثثهم عقب فض اعتصام رابعة العدوية، وعلى الرغم من أن الشرطة القت القبض على معظم هؤلاء المتهمين، إلا أن أسر الشهداء فى حالة حزن شديد وهم ينظرون يوميا إلى وجوه هؤلاء القتلة الذين كانوا السبب فى حرمانهم من أزواجهم وآبائهم وأشقائهم ذوى السمعة الطيبة الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة فداء للوطن. وأمس الأول كان الموعد مع القصاص، حيث قررت محكمة جنايات الجيزة إحالة أوراق 188 متهما الى المفتى لاستطلاع الرأى فى شأن إصدار حكم بإعدامهم وذلك بعد أن وجهت إليهم المحكمة تهما بارتكاب جريمة اقتحام قسم كرداسة وقتل مأمور القسم ونائبه و12 ضابطا وفرد شرطة. وحددت المحكمة جلسة 24 يناير للنطق بالحكم فى القضية، وهنا تساقطت الدموع من أعين أسر المجنى عليهم وتذكروا الحادث البشع وأملهم الوحيد هو القصاص ولم يرح قلوبهم سوى أن أبناءهم فى جنة الخلد منعمين. وبكلمات الحزن حاور الأهرام أسر الشهداء الذين أثلج صدورهم الحكم ، مطالبين باكتمال القصاص، وأكد جمال الدين شتا والد الشهيد هشام شتا الضابط بقسم شرطة كرداسة أنه كان متابعا لأحداث الجلسات على مدى اكثر من عام مضى، وأنه عقب التصديق على الحكم وكونه باتا واستنفاد إجراءات الطعن على الحكم سوف يدعى مدنيا على من وصفهم بالإرهابيين. وأشار إلى أنه لن يعقب على الحكم، مؤكدا ثقته الكاملة فى القضاء المصرى النزيه الذى أثلج صدورنا بعد هذة الجريمة البشعة، وبصوت يغالب البكاء طالب الأب المكلوم مفتى الديار المصرية بالتصديق على حكم الإعدام حتى يكتمل الأمر، وطالب والد الشهيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن يصدر قانونا يلزم القائمين على تنفيذ حكم الإعدام ان يكون التنفيذ علنيا. وأضاف انه مثلما فعلوا بابنى وباقى الشهداء وتمثيلهم بجثثهم الطاهرة وتصوير تلك الجريمة البشعة أن يكون إعدامهم أيضا مصورا ويعرض على الشعب حتى يكونوا عبرة لأمثالهم من الإرهابيين. وأكد والد الشهيد ان هذا الإجراء ليس مخالفا للأعراف ، فالأصل ان يطبق حد الله على الملأ ليكون العقاب من أصل الجرم. وعن حالته بعد استشهاد نجله، تحدث والد الشهيد والحزن غالبا عليه، قائلا: بعد فراق الحبيب نحن فى عزلة عن المجتمع ، فهو من كان يطل علينا بابتسامته وعطفه يملأ الدنيا على أنا ووالدته بكل السعادة، لقد اختطفوا منى روحى وسبب تحملى للمصاعب. وأضاف الأب المكلوم: كلما رأيت مشاهد قتل نجلى شعرت وكأننى أريد أخذ حقه بيدى ،ولكن يوجد قضاء عادل ،و قد قالت لى والدته، التى كانت تساعده على اتمام زواجه، فبدلا من ان تزفه لعروسه كان الميعاد للفراق، إ نه الآن فى مكان أفضل عن رب العباد. واكد والد الشهيد أن نجلى قد قتل غدرا ، فلم يواجهه قاتله الخسيس بل قتله من الخلف كما يفعل الجبناء، ولو كان واجهه لاختلف الأمر ولكنها أرادة الله وعسى ان يكون خيرا، وطالب والد الشهيد بالقبض على المتهمين الهاربين لتنفيذ حكم الإعدام عليهم مثل باقى الارهابيين. وبكلمات امتزجت بالحزن والغضب، تحدثت سحر يوسف زوجة الشهيد اللواء مصطفى الخطيب والذى قتله المتهمون بدم بارد، مؤكدة أنه على الرغم من وجود المتهمين فى القفص والسيديهات التى سجلت وقائع الجريمة بالكامل وكان فيها المتهمون يقتلون ويمثلون بجثث المجنى عليهم من ضباط القسم، إلا أن القضية ظلت اكثر من عام أمام القضاء ينظرها فى جلسات عديدة بين طلبات الدفاع عن المجرمين و الشهود وقد اعترفت عليهم ألسنتهم فى مشاهد بشعة، وأيضا ليس القرار بإحالتهم إلى المفتى آخر المطاف ، فهناك طعن على الحكم سوف يعيده مرة اخرى الى نفس الجلسات. وأكملت زوجة الشهيد باكية: أثق كل الثقة بالقضاء المصرى ولكن بطء المحاكمة أشعرتنى بالإحباط ولكن لن يرتاح ولن يهدأ بالى أنا وابنائى إلا بعد أن أرى حكم الإعدام ينفذ فى القتلة وفى ميدان عام وعلى الرغم من ذلك لن يعود مصطفى. وطالبت زوجة الشهيد بعدم عرض صور القتل للمجنى عليهم من الضباط الشهداء حتى نرحم اهلهم من عذاب رؤية تلك المشاهد البشعة، وأكدت اننى سوف أحضر جلسة الحكم حتى أرى الخوف فى أعين القتلة عسى ان يستريح قلبى والله المنتقم. وقالت نجلاء سامى زوجة العميد الشهيد عامر عبد المقصود نائب مأمور مركز شرطة كرداسة، منذ وقوع الحادث، لم أذق طعم النوم، ولم أدخل غرفة نومى، بل اكتفى بترتيبها فقط وأظل بجوار صورة زوجى بمدخل الشقة وأشعر انه سوف يأتى لى . وأعربت زوجة الشهيد عامر، عن ثقتها فى القضاء المصرى الشامخ، قائلة: "لم أشكك فى القضاء المصرى، لكن أملنا فى ربنا كبير أن ال 188 متهمًا فى أحداث كرداسة يتم إعدامهم بالكامل". وناشدت زوجة الشهيد عامر الرئيس بالقصاص العادل لزوجها ، و قالت "حين ينفذ حكم الإعدام سأزور قبر زوجى الشهيد عامر، وسأقول له: حقك رجع . يذكر أن محكمة جنايات الجيزة قد قررت إحالة 188 متهمًا ب"مذبحة كرداسة"، والتى أعقبت فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، لفضيلة المفتي، وتحديد جلسة 24 يناير المقبل للنطق بالحكم.