أكدت وزارة الخارجية الأمريكية ان الولاياتالمتحدة لا تدعم جماعة أو حزبا أو شخصا بعينه فى مصر. وقالت مارى هارف المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فى تصريحات للصحفيين الأجانب بواشنطن إن البعض يتحدث عن دعم الولاياتالمتحدة جماعة الإخوان من منطلق نظرية المؤامرة، وهذا غير صحيح ، فالولاياتالمتحدة لا تدعم جماعة بعينها ، وإنما تدعم العملية الديمقراطية وتحاول مساعدة الشعب المصرى لتقرير مصيره للوصول إلى مسار أفضل. وأكدت هارف أن الشائعات أحيانا تضر بالعلاقات الثنائية ، غير أنها أشارت إلى أن الولاياتالمتحدة تجرى مجرد اتصالات مع كافة الأطراف فى مصر لأنها تؤمن بأهمية الحوار مع كافة الأطراف التى يجب أن تكون فى النهاية طرفا فى مستقبل مصر ، بحسب تعبيرها. وعن تعليق المساعدات الأمريكية لمصر ، قالت المتحدثة إن كثيرا من الدول ترغب فى المشاركة فى تقديم مساعدات لمصر سواء اقتصادية أو عسكرية ، غير أنها أكدت أن الولاياتالمتحدة لديها قدرات فريدة فى تدعيم مصر لعدة أسباب سواء على الصعيد العسكري. وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية تقوم حاليا بمراجعة ما يحدث على الأرض فى مصر والقرارات السياسية التى تتخذها الحكومة المؤقتة للعودة إلى المسار الديمقراطي. وأكدت أن الولاياتالمتحدة تؤمن بأهمية العلاقات مع مصر وأنها لم تعلق كافة المساعدات، مشيرة إلى التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب فى سيناء ، وهو الذى يعتبر ذا أهمية للولايات المتحدة ولدول أخرى بالمنطقة. من جانب آخر ، وفى مقال له بصحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية، انتقد الكولونيل الأمريكى المتقاعد والمحلل العسكرى كين ألارد السياسة الخارجية الأمريكية فى التعامل مع مصر ، قائلا إن رفض واشنطن إرسال طائرات الأباتشى لمصر يمثل عقابا للمؤسسة العسكرية ، كما يعكس دعم الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان. وأضاف الكاتب أنه بالرغم من الكفاءة العالية للقوات الجوية المصرية ، فإن طائرات الأباتشى تعتبر السلاح المفضل لديها لتأمين قناة السويس ومكافحة الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء. وأضاف أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما شعر بالإهانة عندما خرج 30 مليون مصرى فى شهر فى يونيو الماضى ضد حكومة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي، مشيرا إلى أن الجيش المصرى كان فى مواجهة حرب أهلية وشيكة. وقال ألارد إنه بالرغم من إقرار المصريين دستورا جديدا ، فإن البيت الأبيض لا يزال مستمرا فى الإعراب عن استيائه من الأوضاع فى مصر ، وسخر قائلا «إن الديمقراطية لا يمكن أن تكون مشروعة فى مصر إلا إذا باركها الدبلوماسيون الأمريكيون». وأكد ألارد أن الإدارة الأمريكية تشعر بالذعر من انتخاب المشير عبد الفتاح السيسى رئيسا للجمهورية خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة. كما انتقد الكاتب صحيفة «نيويورك تايمز» بسبب هجومها على الحكومة المصرية الحالية ووصفها ب «الفراعنة والخلفاء والجنرالات». وأبرز ألارد فى مقاله أيضا توصيات عدد من القادة العسكريين الأمريكية بضرورة استئناف تقديم المساعدات العسكرية لمصر ، مشيرا إلى أن الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية الأمريكية كان قد أكد خلال شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ على ضرورة استئناف تقديم المساعدات العسكرية لمصر وخاصة طائرات الأباتشى التى ستساعد الجيش على مكافحة الإرهاب فى سيناء. وفى نهاية المقال ، قال ألارد إنه من الصعب تحديد الجهة المسئولة فى واشنطن عن الأزمة الحالية ، متسائلا حول عجز وزارة الخارجية الأمريكية عن قراءة خريطة المشهد الحالى فى مصر بوضوح أم أن نفوذ جماعة الإخوان داخل البيت الأبيض أقوى منه فى شبه جزيرة سيناء. من جهة أخرى، اعتبر مسئول فى وزارة الخارجية الامريكية رفض الكشف عن اسمه فى تصريحات لجريدة «الرأي» الكويتية أن جماعة الإخوان لا تشكل خطرا على واشنطن، مشيرا إلى أن بلاده لم تتسلم حتى الآن أى طلب لوضع الجماعة على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية. وأشار المسئول الأمريكى إلى أن واشنطن تعتمد فى عملية التصنيف على أربع آليات تتمثل فى مراجعة المعلومات السرية والعلنية ويقوم بها مكتب مكافحة الإرهاب فى وزارة الخارجية ، ثم يقدم طلب التصنيف إلى وزارتى الخزانة والعدل للمزيد من المراجعة ، ثم تقوم البعثة الدائمة للولايات المتحدة فى الأممالمتحدة بإرسال بلاغات حول أى تنظيمات تضعها المنظمة الدولية على قائمتها لمكافحة الإرهاب ، ثم تدرس الحكومة الأمريكية الخطوة الدولية وتتبناها بإضافة التنظيم المذكور إلى القائمة الأمريكية. وأكد المسئول أن الآلية الرابعة تتضمن قيام حكومات حليفة أو صديقة للولايات المتحدة بطلب وضع تنظيمات تعتبرها هذه الحكومات إرهابية على القائمة الأمريكية.