أعتقد أن أي نظرة مدققة علي المشهد الراهن تؤكد- وبما لا يدع مجالا لأي شك- أن مصر الآن عند مفترق طرق ولا أظن أن هناك مجالا ولا وقتا يسمح بمزيد من الحيرة أو مزيد من التردد لاستعادة كل ما ضاع من هذا الوطن تحت رايات مضللة وشعارات خادعة أدت إلي العصف بمجمل القيم الإنسانية والدينية والوطنية المتوارثة من قرون سحيقة عندما كانت مصر الفرعونية أول أمة رفعت راية التوحيد قبل سبعة آلاف عام. ولست أجنح إلي المقارنة وأنزلق إلي الخيال عندما أقول أن حكم جماعة الإخوان لمصر قد أصابها بنكسة مروعة لا تقل في بشاعتها وفظاعتها عن نكسة5 يونيو1967 وأنه مثلما لم يكن هناك خيار أمام مصر سوي حسن تشخيص الكارثة عام1967 وشجاعة الاعتراف بحدود القدرة المتاحة للتعامل مع هذه النائبة بتغيير جذري في استراتيجية المواجهة وتخفيض سقف الطموح الوطني والقومي- مرحليا- إلي هدف إزالة آثار العدوان فإن الظرف الراهن- بكل معطياته المحلية والإقليمية والدولية- يحتم توحيد كل الطاقات الوطنية نحو هدف واحد وهو إزالة أثار حكم جماعة الإخوان! أتحدث عن توافق وتوحد والتفاف وطني في هذه المرحلة علي غرار ما فعلت مصر عقب نكسة يونيو1967 وهي ترفع شعار لا صوت يعلو علي صوت المعركة لأن مصر اليوم تخوض معركة شرسة ليست فقط ضد الإرهاب الأسود وإنما تتعرض لمخططات خبيثة تستهدف نشر الفوضي والعمل علي إسقاط هيبة الدولة لتصل إلي هدف إفقار مصر وإعلان إفلاسها بعد إحداث حالة كاملة من الشلل في مؤسساتها... والذي يدفعني إلي القول بذلك أنني بدأت أشتم في الأفق رائحة السعي لإثارة قضايا جدلية بين شركاء ثورة30 يونيو حتي ينفرط عقد التحالف والارتباط بين القوي التي انتفضت مع انتفاضة الشعب للحفاظ علي مدنية الدولة المصرية وإنقاذها من الأفكار الظلامية... وغدا نواصل الحديث خير الكلام: ليس كل من يبتسم في وجهك صديقك! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله