عندما نتحدث عن جذور الهزيمة العسكرية عام1967 لابد أن نؤكد أنها كانت هزيمة سياسية في إطار مسلسل التآمر والتواطؤ الدولي ضد مصر علي مدي الفترة مابين حرب عام1956 وحرب عام1967. والتي شهدت اهتماما زائدا بالدور القومي العربي الذي بلغ ذروته بإعلان الوحدة بين مصر وسوريا وعدم الانتباه إلي أن ذلك التوجه كان سيدفع الولاياتالمتحدة وإسرائيل إلي انتهاز أي فرص ملائمة لاستخدام القوة العسكرية ضد مصر بوجه خاص, وكيف أن مؤامرة الانفصال في سبتمبر1961 كانت تعني بداية العد التنازلي لخطة التآمر الدولي التي اكتملت بعدوان يونيو1967 بينما القوات المسلحة المصرية موجودة في اليمن لحماية ثورة اليمن من أعدائها في ظل التمزق العربي بعد انفصال سوريا وسقوط الملكية في اليمن وصراعات الحكم في بغداد مما أوجد أفضل أوضاع مواتية لبدء الخطة الموضوعة لضرب مصر... وفي ظل هذه الأجواء المضطربة يمكن القول أن مصير الحرب في يونيو1967 كان قد تقرر من قبل أن تبدأ ولكن ما حدث في يونيو1967 وبكل بشاعته ومرارته لم يستطع أن ينال من عزيمة وصمود القوات المسلحة المصرية التي تعرضت لظلم مزدوج.. مرة عندما تم استدراجها إلي حرب غير واضحة الأهداف والمقاصد, وفي ظل ظروف غير مواتية..ومرة أخري عندما صدرت إساءات لم يسبق أن تعرض جيش مصر لمثلها في تاريخه الطويل ولكن معدن الشعب المصري الأصيل سرعان ما كشف عن نفسه بسرعة مذهلة بالتكاتف مع جيشه لتجاوز الصدمة حيث تولد إدراك صحيح لدي الجميع بأن علي مصر أن تواجه قدرها, وأن تتخذ قرار الاستعداد ل حرب التحرير القادمة وما يتطلبه ذلك من إعادة تشكيل أوضاعها وسياستها واستراتيجياتها العسكرية وإعادة تنظيم جبهة القتال وبناء المقاتل المصري وإعداد الجبهة الداخلية للمشاركة في تحمل المسئوليات وهو ما كان قد بدأ بالفعل بقرارات الرئيس عبد الناصر في11 يونيو عام.1967 خير الكلام: الغد المجهول قادم لا محالة كأحكام القدر! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله