كان السؤال الذي فرض نفسه علي الجميع في مصر بعد نكسة يونيو1967 هو: لماذا هزمنا هذه الهزيمة المفجعة؟. . ثم زاد الإلحاح علي محاولة الوصول إلي إجابة دقيقة عنه بعد نصر أكتوبر في إطار سؤال أشمل يقول: كيف أمكن لقواتنا المسلحة أن تنفض عن نفسها غبار الهزيمة في6 سنوات فقط وأن نحقق هذا الإنجاز الرائع في أكتوبر1973 ؟. بداية لعلنا نتذكر ما جري عام1956 في شكل مؤامرة دولية كبري عندما تواطأت دولتان عظميان هما بريطانيا وفرنسا مع إسرائيل في شن العدوان الثلاثي علي مصر بهدف ضربها والقضاء علي ثورة يوليو1952 بحجة قيامها بتأميم قناة السويس في يوليو..1956 ورغم بشاعة العدوان فقد حققت مصر نصرا سياسيا مدويا هز أرجاء الدنيا ثم جاءت حرب عام1967التي انتهت بنكسة سياسية وعسكرية بعد عدوان إسرائيلي مبيت وبتشجيع وبمباركة الولاياتالمتحدة بهدف القضاء علي مصر وضرب فكرة القومية العربية وقد وجد مدبرو العدوان فرصتهم عندما عادت مصر لممارسة سيادتها علي أراضيها ومياهها الإقليمية بإغلاق خليج العقبة عند مضايق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية في مايو1967, وهو ما اعتبرته إسرائيل بمثابة إعلان حرب وبادرت بشن عدوانها في الخامس من يونيو..1967 ولكن مصر استطاعت أن تفشل ما كان مخططا له بالصمود ثم شن حرب الاستنزاف التي أحيت الأمل وأعطت للمقاتل المصري جرعة معنوية قوية كانت ضرورية لاستعادة روح القتال والمقاومة وهو ما تجلي في حرب أكتوبر بعد أن حشدت كل طاقتها واستوعبت دروس وتجارب الماضي, ومن ثم جاء النصر الكبير الذي أسقط أسطورة التفوق الإسرائيلي وهدم نظرية الأمن التوسعية وقطع ما كان يسمي بالذراع الطويلة لإسرائيل المتمثلة في قواتها الجوية. خير الكلام: الصدمات تنشأ من تعارض النتائج مع المقدمات! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله