أكد الرئيس الافغاني حامد كرزاي أن التوقيت الذي اختارته الولاياتالمتحدة لاغتيال حكيم الله محسود زعيم طالبان باكستان لم يكن مناسبا, ذلك بعد ساعات من تعبير باكستان علي لسان وزير داخليتها عن استيائها من العملية. وأوضح بيان للرئاسة الأفغانية أن كرزاي أخبر وفد زائر من الكونجرس الأمريكي, بأن موعد تنفيذ الهجوم بواسطة مقاتلة بدون طيار لم يكن مناسبا. وأضاف البيان أن كرزاي أعرب عن أمله ألا تعاني محادثات السلام( بين حكومته ومسلحي طالبان) التي لا تزال في مرحلتها الجنينية, من تداعيات هذه العملية. وفي باكستان, يعقد رئيس الوزراء نواز شريف اجتماعا وزاريا أمنيا مصغرا خلال ساعات, لبحث تداعيات اغتيال محسود. يأتي ذلك في أعقاب اتهام وزير الداخلية الباكستاني تشودري نثأر لواشنطن بتخريب جهود السلام بين إسلام آباد و حركة طالبان الباكستانية. وقال: حاولنا بصعوبة خلال الأسابيع السبعة الماضية بناء عملية يمكننا من خلالها صنع السلام في باكستان. وأوضح الوزير الباكستاني أن فريقا من رجال الدين كان علي وشك الانطلاق للقاء وفد من حركة طالبان الباكستانية من أجل إطلاق محادثات السلام, حين قتل محسود. و أكد أن الاغتيال تم قبل18 ساعة من توجه وفد رسمي من علماء الدين المحترمين إلي ميرانشاه جوا لتسليم الدعوة الرسمية للحوار الي طالبان باكستان. وأعلن نثأر أن بلاده ستراجع روابطها مع واشنطن من كافة الأوجه, وقال إنه بغض النظر عن هوية الذين سقطوا في الضربة الصاروخية فإن الحكومة الباكستانية لا تنظر إلي هذا الهجوم بالطائرة بدون طيار علي أنه هجوم علي فرد إنما هو هجوم علي عملية السلام. وكانت اسلام آباد قد استدعت السفير الأمريكي لديها في أعقاب الهجوم. من جانبه, طالب عمران خان زعيم حزب التحريك والانصاف الباكستاني المعارض, حكومته بإغلاق طرق الامداد لقوات التحالف الدولي في أفغانستان التي تمر عبر بلاده. وهدد الحزب بقطع الطرق أمام شاحنات امداد قوات التحالف الدولي في اقليم خيبر باختنخوا شمال غرب باكستان, حيث يتمتع الحزب هناك بتأييد شعبي واسع. وتعد الطرق المتخللة لهذا الاقليم أحد المعابر الرئيسية الواصلة بأفغانستان. في غضون ذلك, قامت حركة طالبان باكستان بتعيين عصمت الله شاهين بيتاني قائدا لها مؤقتا, لحين اختيار زعيما دائما يحل محل محسود. وكان عصمت الله شاهين يشغل منصب رئيس مجلس الشوري الأعلي. وأعلنت الحركة علي لسان المتحدث باسمها, شهيد الله شهيد أمس الأول تجميد أي حوار مع الحكومة الباكستانية, وقال إن اجراء محادثات مع عبيد الولاياتالمتحدة لم يعد محتملا. وأضاف شهيد أن اختيار خليفة لزعيم طالبان سيتم في غضون اليومين المقبلين, بحسب قناة جيو الباكستانية. وفي الولاياتالمتحدة, نقلت محطة سكاي نيوز الاخبارية مساء أمس الأول عن مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية رفضه الرد مباشرة علي الاتهامات الباكستانية, مؤكدا أن الولاياتالمتحدةوباكستان لديهما مصلحة استراتيجية وحيوية مشتركة في وضع حد للعنف المتطرف وبناء منطقة أكثر ازدهارا واستقرارا وسلاما. وأضاف أن مسألة التفاوض مع حركة طالبان يعد شأنا باكستانيا داخليا. من جانبه, دافع عضو مجلس النواب الأمريكي مايك روجرز, ورئيس لجنة المخابرات بالمجلس, عن الهجوم الأمريكي. وأكد أن الهجوم الذي تم بطائرة بدون طيار يأتي لتأمين الجنود الأمريكيين في أفغانستان. وأوضح أن بلاده كانت قد تلقت معلومات مؤخرا تثير القلق ازاء أمن قواتها. وأكد أن محسود كان ذا صلة بمحاولة الهجوم الفاشل علي ميدان تايمز سكوير في نيويورك عام.2010 علي صعيد آخر, أعلن الجنرال نيكولاس هوجتون رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش البريطاني, أن بلاده ستركز علي استئصال التمرد المحتمل في مناطق التطرف الخطرة بالعالم, بعد انسحاب قواتها من أفغانستان. وأوضح أنه سيتم نشر قوات بلاده بشكل استراتيجي بما يضمن القضاء علي النزاعات المحتملة في المناطق المعرضة لخطر التطرف, حسبما نقلت عنه صحيفة التايمز البريطانية. وأشار الي لجوء بلاده الي استخدام قدراتها العسكرية بشكل مختلف وأكثر نعومة و ذكاءا, مؤكدا أن أهم مصالح بلاده تكمن في الحفاظ علي الاستقرار. وألمح الي مهمات التدريب التي تقوم بها بلاده في غرب وشرق أفريقيا. وأضاف أن هناك الكثير الذي يمكن لبلاده القيام به في الصومال. وأوضح أن بلاده تسعي الي تدشين علاقات جديدة مع دول الخليج. من جهة أخري, شن مسلحون مجهولون هجوما بالقنابل اليدوية أمس الأول في شمال غرب باكستان مستهدفين اجتماعا قبليا للشيعة, مما اسفر عن سقوط أربعة قتلي, علي ما أفادت السلطات.