تعيش المملكة المتحدة البريطانية تصعيدا غير مسبوق نتيجة احتجاجات اليمين المتطرف في البلاد، المناهضة للمهاجرين وللمسلمين، والتي تخللتها أعمال عنف، لذا دعت الحكومة البريطانية الملياردير، إيلون ماسك إلى التصرف بمسؤولية بعد نشره سلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة، والذي قال في أحدها «إن الحرب الأهلية أمر لا مفر منه». وقالت وزيرة العدل البريطانية، هايدي ألكسندر لإذاعة «تايمز»: «إن استخدام لغة مثل الحرب الأهلية أمر غير مقبول بأي حال من الأحوال، لقد رأينا ضباط شرطة يتعرضون لإصابات خطيرة، ومباني تحترق، لذا أعتقد حقًا أن كل من لديه منصة يجب أن يمارس سلطته بمسؤولية». وفي وقت لاحق، ضاعف ماسك موقفه، مسلطا الضوء على الشكاوى من أن نظام العدالة الجنائية البريطاني يعامل المسلمين بشكل أكثر تساهلًا من الناشطين اليمينيين المتطرفين، مقارنا حملة بريطانيا على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالاتحاد السوفيتي. وتدعو الحكومة شركات التواصل الاجتماعي، مثل شركة «إكس» إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة انتشار المعلومات المضللة والمثيرة للجدل عبر الإنترنت. من جانبه، قال رئيس الوزراء كير ستارمر، بعد اجتماع طارئ مع مسؤولي إنفاذ القانون ووزراء الحكومة، أمس الثلاثاء، إن الجناة سيتم معاقبتهم بسرعة. وألقى القبض على نحو 400 شخص بسبب أعمال العنف في أكثر من 20 بلدة ومدينة وتم توجيه اتهامات إلى نحو 100 شخص، بعد إعلان «ستارمر» عن خطط لتعزيز نظام «العدالة الجنائية». وأصدرت محكمة «مانشستر» الجزئية، حكما بإدانة أول بريطاني في ارتكاب أعمال العنف، حيث أدين الشاب، جيمس نيلسون، البالغ من العمر 18 عامًا الذي حطم سيارات الشرطة في بولتون بشمال إنجلترا، فيما قالت الشرطة إن جيمس نيلسون حصل على حكم بالسجن لمدة شهرين بعد إقراره بالذنب. وعلق ستارمر على الخطوة، قائلا :«يجب أن يرسل هذا رسالة قوية للغاية إلى أي شخص متورط، إما بشكل مباشر أو عبر الإنترنت، بأنك من المرجح أن يتم التعامل معك في غضون أسبوع وأنه لا ينبغي لأحد، أن يتورط في هذا الاضطراب». وتصاعدت أعمال العنف في بريطانيا والتى اندلعت من أسبوع، حيث اندلعت اشتباكات بين الشرطة البريطانية وحشود من اليمين المتطرف، والتى أطلقت شعارات معادية للمهاجرين وللمسلمين. وبدأت الاضطرابات بعد أن استخدم نشطاء يمينيون وسائل التواصل الاجتماعي لنشر معلومات مضللة حول هجوم بسكين أدى إلى مقتل 3 فتيات خلال حفل رقص على طراز تايلور سويفت في 29 يوليو، حيث زعموا أن الجاني هو مسلم، فيما أعلنت السلطات البريطانية أن الجاني، أكسل روداكوبانا (17 عاما) المتهم بالقتل ومحاولة القتل، في حين يُعرف رسميا فقط أن روداكوبانا ولد في ويلز، إلى جانب حديث تقارير إعلامية أن والديه من رواندا.