علي عكس ما روجت له جماعة الإخوان بأن مسيراتها أمس ستسد الطرق وتزحم الميادين.. خلت القاهرة والإسكندرية ومعظم المدن علي مستوي الجمهورية من أي تظاهرات كبري. بينما تجمع العشرات فقط أمام عدد من المساجد وسط حصار من الأهالي الذين حاولوا الاشتباك مع عناصر الإخوان لولا تدخل الجيش والشرطة لمنع أي احتكاكات.. وبينما ردد أنصار المعزول هتافات ضد القوات المسلحة والشرطة.. ردت عليهم الجماهير.. الجيش والشرطة والشعب ايد واحدة.. لتتحول جمعة الشهيد كما أسماها الإخوان إلي منحدر جديد نال منهم ومن صورتهم لينفد رصيدهم السياسي عن آخره.. فيما بدأوا الدعوة لحشد يوم الجمعة المقبل. فقد خلا ميدان رمسيس تماما من المارة أو المسيرات في صلاة الجمعة علي عكس ما روج له الإخوان بأنهم سيحشدون أنصارهم للصلاة أمام مسجد الفتح.. بينما تجمع العشرات في مسجد النور بعد صلاة الجمعة وصلاة الغائب علي أرواح من سقطوا في الأحداث الماضية.. وخرجوا إلي الشارع ليجدوا أهالي العباسية في مواجهتهم محاولين الاشتباك معهم وطردهم من المنطقة ولاحقوهم حتي شارع صلاح سالم لولا تدخل العقلاء.. فأكمل الإخوان مسيرتهم إلي مسجد الرحمن الرحيم لينضم إليهم العشرات ويتكرر نفس المشهد الذي وقع أمام مسجد النور ليتفرق الإخوان بعد نصف ساعة وسط سيولة لحركة المرور. ومن مسجد الإيمان بمدينة نصر تحركت مسيرة في شارع مكرم عبيد, رافعين علامات رابعة العدوية, وقد أدي التجمع إلي تعطيل حركة المرور في الشارع الحيوي, متجهين إلي منطقة السراج مول, ولم تحدث أي اشتباكات في تلك المسيرة. ولم تستمر المظاهرات طويلا في قلب العاصمة حتي تحركت مسيرتان من أمام أحد المساجد بمنطقة الشرابية بعد تجمع العشرات من الإخوان في محاولة للتحرك بالمنطقة, وحاولوا الاحتكاك بالأهالي, إلا أن الاخيرين قاموا بمطاردتهم ونجحوا في فض تجمعهم, كما وقعت بعض المشادات الكلامية بين بعض الشباب والأهالي في مناطق الزيتون وحلوان ومصر الجديدة أثناء تحركهم في مظاهرات في محاولة لاستعادة روح جماعة الإخوان ومحاولة إثبات وجودهم في الشوارع. إلا أن هناك بعض الأهالي نددوا بهتافات منددة بوجودهم, وحدثت بعض المشادات الكلامية. كما خرجت مسيرات محدودة من عدة مساجد اخري هي مساجد المراغي بحلوان, والعزيز بالله بالزيتون, والسلام بمدينة نصر, ونور المحمدية بالمطرية, والريان بالمعادي, بينما خرجت بعض مسيرات من مساجد الاستقامة بالجيزة, والحصري بالسادس من اكتوبر, ومصطفي محمود بالمهندسين, ومسجدي الرحمة والصباح بشارع الهرم. وردد المشاركون في المسيرات هتافات تطالب بعودة الرئيس المعزول الي منصبه وأخري مناهضة للجيش والشرطة, وبدا لافتا قلة الأعداد التي خرجت اليوم في المسيرات, وهي أقل من تلك التي خرجت في الاسابيع الماضية, نتيجة اعتقال عدد كبير من قيادات الاخوان المسلمين خلال الاسبوع الماضي وعلي رأسهم محمد بديع المرشد العام للجماعة. واللافت في المشهد أن كل مسيرة للاخوان كان يواجهها علي الجانب الآخر جماهير غاضبة تحاول الاشتباك معها وقد عززت قوات الشرطة والجيش من تواجدها حول الاقسام والمنشآت الهامة في طريق تلك المسيرات تحسبا لاستخدام أنصار المعزول للسلاح في تظاهراتهم كما حدث يوم الجمعة الماضي.