11سبتمبر أمريكا اللاتينية د . طارق الشيخ اختارت ثلاث حكومات علي الأقل في أمريكا اللاتينية الاحتفال علي طريقتها بالذكري السابعة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر . فقد اقدمت حكومتا بوليفيا وفنزويلا المتضامنة بطرد سفيري الولاياتالمتحدة من البلدين ثم اتبعتهما حكومة هندوراس التي رفضت تسلم اوراق اعتماد السفير الامريكي الجديد . هذا الحدث جري علي مبعدة متساوية تقريبا من ذكري سبتمبر ما جعل هذه التحركات لها أكثر من معني ومغزي. فذكري الحادي عشر من سبتمبر تقترب من ذكري الثامن عشر من سبتمبر تاريخ انقلاب العسكر في تشيلي الذي اطاح بحكومة سلفادور الليندي . فقبل 35 عاما كانت أمريكا اللاتينية تعيش تجربتها الخاصة والسيئة مع 11 سبتمبر في تشيلي . لقد وقع عمل إرهابي صريح كانت بصمات واشنطن فيه واضحة حينما باركت وساندت الإطاحة بحكومة ديمقراطية منتخبة برئاسة الليندي. كان بلوغ الليندي الي الحكم عبر صناديق الانتخاب يجسد امل أمريكا اللاتينية في تغيير الدكتاتوريات التي حكمت القارة ووصول الاشتراكيين الي الحكم عبر صناديق الاقتراع . ومصادفة فإن عدد القتلي الذين خلفهم الانقلاب العسكري المسنود امريكيا بلغ أكثر من 3 آلاف قتيل إضافة الي عشرات الآلاف من المفقودين والذين جري تعذيبهم. لكأنما امريكا اللاتينية هذه الأيام ترد الصاع للولايات المتحدة فعبر الانتخابات الديمقراطية وليس الانقلابات العسكرية تمدد اليساريون وجاء حتي العسكريون مثل هوغو شافيز في فنزويلا ، وجاء ايفو موراليس في بوليفيا أول هندي أحمر يمثل السكان الأصليين يحكم البلاد ، ورفائيل كوريا في الإكوادور ولويس اغناسيو دا سيلفا في البرازيل ودانيال أورتيغا في نيكاراغوا وميشيل باشليه في تشيلي وهي من حزب الليندي نفسه وغيرهم بطول القارة وعرضها . قادة اصلاحيون يتقلدون الحكم ويخاطبون مشكلات القارة الحقيقية حيث يعيش الغالبية العظمي من السكان تحت حد الفقر. طموح اصلاحي كبير يقود قادة أمريكا اللاتينية لانتشال الملايين من الفقر ومثال ذلك شافيز وموراليس وكوريا. ثلاثتهم عملوا علي اقتطاع حصة كبيرة من ثروات البلاد من النفط والغاز لإنجاز برامج لمحاربة الفقر والاصلاح الاجتماعي والزراعي . والفكرة نفسها تقود لولا في البرازيل بعد اكتشاف أكبر مكامن للنفط في أمريكا الجنوبية.في التحركات الأخيرة لقادة الدول الثلاث في فنزويلا وبوليفيا وهندوراس ضربة استباقية لواشنطن في محاولة لمنع تكرار سبتمبر الأسوأ في تاريخ القارة ، وفي الوقت نفسه تمثل هذه التحركات اقتحاما صريحا لأجندة الانتخابات الرئاسية. فقد أرادتها الولاياتالمتحدة ديمقراطية وعليها أن تتحمل نتائج العملية الديمقراطية في أمريكا اللاتينية . لكن ثمة من يحاول في واشنطن إعادة عجلة التاريخ الي الوراء مايذكر بمقولة هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي للرئيس نيكسون حينما اشتاط غاضبا بسبب سياسات الليندي الاشتراكية في تشيلي " لا أري لماذا علينا ان نقف جانبا نشاهد كيف يسقط هذا البلد في يد الشيوعيين بسبب انعدام المسؤولية بين أهله". بعد 35 عاما احتفل الأمريكيون اللاتينيون بالحادي عشر من سبتمبر وعلي طريقتهم لكن الي أي مدي تستطيع واشنطن تحمل مظاهر هذا الاحتفال الكبير الذي تتسع دائرته يوما بعد الآخر في حديقتها الخلفية؟ عن صحيفة الراية القطرية 14/9/2008