هي فقط24 ساعة وتدخل مصر إلي مفترق الطرق فإما أن تتمسك بثورتها وبثوابتها الوطنية وإما أن تقفز بسبب' عناد' فصيل منها إلي' حفرة من النار' أصبحت تقف الآن علي شفاها.. وربما كانت' مجزرة زاوية أبو مسلم' بالجيزة ليلة منتصف شهر شعبان تمثل' ماكيتا' لما يمكن أن تصبح عليه مصر نتيجة صناعة الكراهية والتطرف في حين استحوذت عروض القوة التي اكتسبت عنوان' لا للعنف أو مناصرة الشعب السوري' حصريا علي اعلانات تسويقه في ظل' صمت مطبق' بوصفه علامة الرضا والقبول ساد القاعة المغلقة باستاد القاهرة التي كان يتصدرها رأس الدولة!! ومثلما تجاهل ساكن' قصر العروبة السابق' قبل نحو العامين ونصف العام آلاف الشباب الذين أطفأوا أنوار حجراتهم وأغلقوا أجهزة' اللاب توب' ونزلوا من عالمهم الافتراضي' الإنترنت' لينيروا مصر إنطلاقا من ميدان التحرير وتبعتهم الملايين بعد ساعات قليلة أعاد' ساكن قصر الاتحادية' تكرار' الخطيئة' وأصم أذنيه عن أصوات' التمرد' دون أن يستوعب أن ملايين المواطنين قد أكسبوها' لحما وعظاما ودما' وأحالتها من مجرد حركة سياسية إلي جماهير حاشدة تنبض بالحياة وترفض أن تظل ثورتهم' رهينة' للعجز والفشل أو' أسيرة' لدي الأهل والعشيرة ممن يحلو لهم المغامرة بتاريخ وحاضر ومستقبل وطن وكأن من يخطو باتجاه القصر الجمهوري إنما يخطو أولي خطواته إلي' شرنقة الغرور والانعزال' عن مواطنيه.!! وإذا كان واقع التجربة العملية يؤكد أن الأهل والعشيرة غير مؤهلين لإدارة الدولة وانتشالها مما هي أصبحت فيه من تراجع باعتبار أن إدارة جماعة مهما تضخمت أعداد أفرادها أمر يختلف كليا عن إدارة دولة تضم90 مليونا من المواطنين' بآمالهم وآلامهم.. بنجاحاتهم واحباطاتهم' وأن إنجاح اقتصاد وطن أمر مغاير تماما لإنجاح إدارة' أموال الزكاة' لأفراد معدودين إلا أن' مندوب الجماعة لدي قصر الاتحادية' قد أضاع بالفعل الفرصة الأخيرة بخطابه مساء الأربعاء الماضي الذي جاء أقل من المتوقع بدلا من سعيه إلي إدارة تفاهم حقيقي مع الشارع دون أي مزايدات للحفاظ علي الشرعية وتحقيق مصالحة حقيقية لحماية مصر وفق المهلة التي منحها الفريق عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع للرئيس بوصفه صاحب القرار. وإذا كانت القوات المسلحة قد حافظت علي مسافة متساوية من مختلف الفصائل والقوي السياسية علي مدي نحو العامين ونصف العام الماضيين إلا أن تدهور الأوضاع قد دفعها إلي أن تهجر تلك الأرض المحايدة التي كانت تقف عليها وتزيح من قاموسها حروف' ا ل ح ي ا د' لتنحاز إلي إرادة الشعب' لا يمكن أن نسمح بالتعدي علي إرادة الشعب, أو أن يتم المساس بأحد من شعب مصر في وجود جيشه'. هكذا أعاد الفريق السيسي تأكيده أدبيات المؤسسة الوطنية. ولأن الوقت قد مر وفرصة المهلة قد تقلصت إلي مجرد24 ساعة فقط.. وحتي لا تصبح مجزرة ليلة النصف من شعبان' باترونا' لما يمكن أن تمر به مصر.. ولأننا لا نتوسم في الأهل والعشيرة نبل وفروسية الثوار أو رومانسيتهم فإننا لا ننتظر أن نسمع في أي ساعة من ساعات اليوم أو غد بيان إلي الأمة' أعلن الرئيس محمد مرسي عيسي العياط تنازله عن رئاسة الجمهورية.. والله الموفق والمستعان' فلم يتبق أمام الرئيس من خيارات سوي إعلان' الإحتكام' إلي الشعب في استفتاء ديمقراطي لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بشرط أن يسبقه تشكيل حكومة محايدة لا تمت بأي صلة لأي من القوي والفصائل السياسية تتولي إدارة البلاد إلي حين إجراء هذه الإنتخابات التي باتت مطلبا شعبيا يضاف إلي مطالب الثورة' الشعب يريد..'! [email protected] لمزيد من مقالات عبدالعظيم درويش