ليسوا ثوارا.. وليسوا مصريين.. ليسوا منا.. ولسنا منهم.. من استخدم العنف والمولوتوف والحجارة مفردات للتعامل مع الآخر المختلف معه..!! ليسوا إخوة.. وليسوا مسلمين.. ليسوا منا.. ولسنا منهم.. من اعتمد السحل والرشق بالحجارة أدوات لإدارة حوار مع غيره!! ليسوا قادة.. وليسوا دعاة.. ليسوا منا.. ولسنا منهم.. من حشد شباب ودفعه ليواجه آخرين بعد إيهامهم بالدفاع عن الدين والعقيدة, بينما فرض حماية خاصة علي أولاده فدم المسلم علي المسلم حرام!! ليسوا سياسيين.. وليسوا وطنيين.. ليسوا منا ولسنا منهم.. من حاد عن الطريق القويم ودعا بتهديد سافر' ميليشياته لحصار حدود الدولة إذا ما لم تخضع القوات المسلحة لأوامر المرشد واحتشدت لحماية المقر المقدس.. فترويع الآمنين وتهديدهم ليس أبدا من تعاليم الدين!! ما جري أخيرا أوصلنا إلي بداية النهاية لثورة كانت بيضاء سلمية.. سلمية لم تصمد سوي18 يوما وتحولت فجأة إلي مجرد دفتر يضم حسابات المكسب والخسارة.. فالقضية لم تعد قضية وطن أو انتماء.. ولكنها أصبحت مكسبا ضئيلا يهون كل شئ من أجله.. أحجار تقذف.. مولوتوف تأكل نيرانه اقتصاد يرتفع أنينه.. وتراث شعب وأمة يحترق.. دماء أبرياء تسيل.. كرامة تسحل.. وشعب ينتهي.. ونظ ام يفقد مصداقيته.. ودولة تترنح..!! بداية لسنا مع محاولات هدم مؤسسات الدولة أو إدارة حروب أو صراعات بين المواطنين.. بل علي العكس تماما فقد كنا نأمل أن نصيغ حياة جديدة نحقق للجميع ما خرجت الثورة من أجله.. نلتزم خلالها بما يفرضه القانون وأن نصبح امام أحكامه أفرادا أو هيئات أو مؤسسات سواسية,غير أنه للأسف الشديد يبدو أن هذه القناعة بعيدة تماما عن اهتمامات مندوب الجماعة الرئاسي الذي سرعان ما انتفض غاضبا عندما اقترب الرافضون لسياسات الأهل والعشيرة من العنوان الصحيح لمقر الحكم مقر المرشد العام بالمقطم ليؤكد سفير الأهل والعشيرة أن فلسفة حكمه تقوم علي الانتقاء!! ممارسات ساكن قصر الإتحادية قد اختزلت الوطن في مجرد جماعة.. وأبدلت العشيرة بمواطني الدولة.. وأهدرت مصلحة البلد من أجل فصيل سياسي.. ولهذا كانت الإنتفاضة والتلويح بالتهديد لكل من اقترب من قدس الأقداس مقر المرشد!! ولأن الانتقاء هو فريضته الحاضرة تماما فقد تعهد سفير الجماعة بمطاردة كل من يراه داعما للعنف الذي جري علي سفح المقطم بينما لم يحرك ساكنا عندما سحل مؤيدوه ما اعتبرونهم خصوما وأعداء لهم علي ذات الهضبة قبل أيام.. ولم يحرك ساكنا قبل عدة أسابيع عندما أعتبر شباب العشيرة كل من اقترب من أسوار قصر الاتحادية أسري حرب.. علي الرغم من أن ممارساتهم كانت مسجلة بالصوت والصورة. مندوب الجماعة الرئاسي التزم بفضيلة الصمت عندما حاصر مؤيدوه مقر المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامي في غزوتيهم الأولي والثانية وحاول من خلال بلاغات لمؤيديه اعتقال الثورة ممثلة في استدعاء شبابها أمام النائب العام بعد اتهامهم بالتحريض علي اعمال العنف! عندما تغيب العدالة.. ويتواري القانون.. ويتحول الانتقاء إلي دستور.. يصبح كل شئ مباحا.. فلغة الغابة ستكون هي السائدة.. والعنف لن يفرز ضحاياه أو يختارهم.. وستكتسب الحياة لون الدم وطعم الموت.. وقتها سيكون علي الوطن السلام!! أيا ما يكون موقعكم.. وايا ما تكون أهميتكم.. فأنتم لستم منا.. ونحن لسنا منكم يامن بأفعالكم صلبتم الوطن!! [email protected] لمزيد من مقالات عبدالعظيم درويش