بالتأكيد إعلام "مضلل" .. صحفيون " سحرة فرعون " بالفعل .. فضائيات " للفتنة " حقا .. مراسلون من " أبناء الشياطين " فليس لهؤلاء جميعا هدف سوى إشعال الحرائق فهم لا يقولون غير نصف الحقيقة ..!! تلك المشاهد التى حرصت الفضائيات مساء يوم الجمعة الماضى على تكرارها أمام ملايين المشاهدين - نقلا من أمام أبواب قصر الاتحادية الجمهورى " سابقا" أبو غريب " حاليا" - كانت فقط نصف الحقيقة ولفرد اسمه حمادة " صابر " .. فالأيدى التى " صفعته " ربما كانت قد "صافحته " فى يوم من الأيام .. والأرجل التى " ركلته " ربما عرفت طريقها إلى منزله ذات يوم فى أى مناسبة .. والرجال – إن كانوا حقا رجالا – الذين "سحلوه " قد يكونون من جيرانه أو من أبناء بلدته بالصعيد .. وأصحاب " الرتب " الذين أشرفوا على " تعريته " ربما ساهم فى " تشطيب " شقة أحدهم .. كل ذلك حدث نتيجة طبيعية لكل ما حمله الأهل والعشيرة والأحباب من " كل الخير لمصر " ومع كل هذا لا يهم ' فما بثته الفضائيات هو فقط نصف الحقيقة أما هو فمجرد : حمادة واحد " صابر " ..!! النصف الثانى من الحقيقة هو أن هناك ملايين من حمادة جميعهم " صابر " على الأقل حتى الآن .. " ركلتهم " الحياة خارج هامش الاهتمام .. " سحقهم " الفقر .. " سحلتهم الحاجة " .. " أذلهم " المرض .. " عرّاهم " الجوع .. " صفعتهم " قسوة قلوب أنظمة للحكم حتى من جانب من يّدعى مراعاته شرع الله .. ولم تعد أعينهم تذرف دموعا بل دما .. !! عندما تخلى حمادة عن صفته - وليس اسمه - " صابر " , واقترض خمسة جنيهات لينزل إلى " الميدان " - ومعه آلاف من الشباب الذين كانوا مثله فى السابق " صابر " على نظام أزاحهم بعيدا واقتنص ثورتهم - لم يكن يدرى أن هناك من ينتظره ليشرب نخب " كرامته وإنسانيته " مثلما أصر البعض على " شرب نخب آدمية " ياسمين وعشرات غيرها من الحرائر .. لم يكن هو أو " ياسمين " يعى أن " الميدان " – أى ميدان - قد أبدلطبيعته .. وغاب عنه "سُكانه".. وأن غزاة جُدداً قد اقتحموه في غفلة من سكانه الأصليين .. وأن هؤلاء القادمين الجُدد قد أسقطوا من كل حساباتهم أى مبادئ .. وأن معاني " الرقي والتحضر .. النبل والأخلاق .. النخوة والشهامة " قد هجرت قاموس ممارسة هؤلاء الغرباء الذين شكلوا فيما بينهم " ميليشيات ممنهجة " لافتراس كرامة الإنسان حتى وإن كانوا يرتدون زيا يحتم عليهم أن يكونوا " فى خدمة الشعب " لا القصر و النظام 'أو فرقا مدربة على أن تغرس مخالبها الحادة فى أجساد " حرائر مصر " ولم لا ؟ فالفريسة قد قَدمت بنفسها.. وأن قَدماها قد حملتها إلى مصيرها المحتوم !! أنياب تُرشق في جسد "النخوة " .. مخالب تُمزق " الشهامة " وتتساقط منها دماء كل "هدف راق" .. أيادي تتسابق لتخنق "النُبل والأخلاق " أو ربما لتسحق جزءا - أي جزء - من أى معنى من معانى" الرقي والتحضر " .. !!فالمتسللون إلى الميدان جاءوا أشبه "بقراصنة " ينوون الإغارة على كل شئ وأي شئ .. فالبلطجة والسطو هو منهجهم .. وأن النذالة والخسة والجبن والوضاعة قد أصبحت سمات هؤلاء الغرباء .. !! ألم أقل من البداية أن ما بثته الفضائيات كان نصف الحقيقة و لواحد فقط أسمه حمادة " صابر " .. غير أن السؤال إلى متى سيظل الملايين الذينيضمهم النصف الثانى من الحقيقة أيضا حمادة " صابر " ؟!!