فيما إنتهت المهلة التي منحتها جامعة الدول العربية لدمشق لوقف حملة القمع التي تشنها ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية أو مواجهة عقوبات, واصل الأمن السوري حملته ضد المدنيين في مختلف المدن, كما بدأ عملية إنتشار علي الحدود التركية. وقال النشطاء إن قصفا استهدف حي بابا عمرو المضطرب بمدينة حمص لكن لم ترد علي الفور تقارير حول الضحايا. في غضون ذلك قامت الحكومة بحملة واسعة استهدفت مدينة معرة النعمان بالقرب من الحدود مع تركيا بحثا عن عناصر منشقة عن الجيش هاجموا منشآت عسكرية. وتتواصل الحملات الأمنية والعسكرية علي مختلف المدن ويفرض الحصار المحكم لإخماد الاحتجاجات لاسيما في المدن الكبري كحمص التي تعاني وضعا مزريا, فيما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية اقتحام الجيش بالدبابات جبل الزاوية في إدلب وسط انقطاع تام للاتصالات الأرضية و الخلوية, كما شهدت مدينة حمص إطلاق نار متقطع في حي الخالدية وانقطع التيار الكهربائي بالكامل في حلب. من جانبها, ذكرت قناة العربية أن الجيش السوري بدأ عملية انتشار علي الحدود التركية وأطلق علي العملية اسم تحطيم الأوهام, معلنا المنطقة الحدودية بعمق20 كم منطقة عسكرية مغلقة. وقد كشف دبلوماسي عربي في بيروت ان دمشق طلبت تعديل18 بندا في الخطة العربية. وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه إن سورية ترفض السماح للمراقبين بدخول المستشفيات والسجون كما أنها لا تريد وجود نشطاء مدنيين بين المراقبين. وفي وقت لم تستبعد فيه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اندلاع حرب أهلية في سوريا, أكد الآن جوبيه وزير خارجية فرنسا أن التدخل العسكري في سوريا لابد أن يكون من خلال مجلس الامن الدولي مثلما حدث بالنسبة لليبيا. وقالت كلينتون- في مقابلة لها مع شبكة( إن بي سي) الأمريكية- أعتقد أنه يمكن أن تندلع حرب أهلية إذا وجدت معارضة لديها تصميم كبير ومسلحة بشكل جيد وتتمتع بتمويل كبير.. وأعربت وزيرة الخارجية في الوقت نفسه عن تأييدها التظاهرات السلمية والمعارضة غير العنيفة. ويتناقض تقييم كلينتون مع الحذر الذي أبدته واشنطن حتي الآن.. وأشارت وزيرة الخارجية إلي أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي دفع الشعب من خلال العنف الذي يمارسه منذ أشهر علي حمل السلاح ضده. من جانبه, شدد وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه أن الاتحاد الاوروبي بصدد فرض عقوبات قاسية ضد النظام السوري مشيرا إلي أن الأخير لا يرغب في إجراء إصلاحات والتي فات أوانها ولن تجدي فالوقت بات متأخرا جدا. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو أمس في أنقرة عقب مباحثات تركزت حول تطور الاوضاع في سوريا. من جهته, حذر وزير الخارجية أحمد داود اوغلو من مخاطر تحول الاحداث الجارية في سوريا الي حرب أهلية, وتجنب أوغلو الاجابة بشكل مباشر حول سؤال ما إذا كانت تركيا مستعدة لخيار الحظر الجوي المطروح من قبل المعارضة السورية مكتفيا بالقول أن بلاده تتعاون مع جامعة الدول العربية من أجل وقف حقن الدماء في الاراضي السورية.