لما استجاب الإسلاميون لقواعد اللعبة الديمقراطية التي تحدد من يحكم بناء علي الأغلبية التي يفرزها صندوق الانتخابات فاجأهم من كانوا بالأمس يطالبونهم بأن يكونوا متحضرين وديمقراطيين بأن الديمقراطية ليست مجرد صندوق, لا أدري ماذا كان سيكتب أبو الطيب المتنبي عما يحدث في مصر حاليا لو كان بيننا وهو من كتب عن مصر قائلا: وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء, وهو القائل عن وفرة الفساد والسرقة والخير: نامت نواطير مصر عن ثعالبها فقدبشمن وما تفني العناقيد. لم يكن المتنبي ليجد الكثير من العناء في نظم قصائد تفضح الواقع المصري لأن المادة الخام متوافرة بكثرة, فعلي مدي الشهور الماضية لم تتغير اسطوانة أن الإسلاميين فقدوا الأغلبية في الشارع الذي وجه بوصلته نحو المعارضة وأن الإسلاميين أثبتوا أنهم فاقدون للخبرة وفي بعض الروايات للدين.. ألم يرفع أحد المعارضين حمدي الفخراني قضية ضد الرئيس محمد مرسي يطالب فيها بحظر بيع الخمور وإغلاق الملاهي الليلية؟. في ظل وضع كهذا كان من المنتظر من جانب المعارضة استعجال إجراء الانتخابات البرلمانية خاصة مع تواتر التصريحات من جانب قادة جبهة الانقاذ بأن النظام فقد مشرعيته وأن المعارضة ستفوز بأكثر من نصف مقاعد البرلمان, ولما تحدد موعد الانتخابات كانت المفاجأة المتمثلة في رفض المشاركة من جانب جبهة الانقاذ التي سبقها تمهيد بأن الديمقراطية ليست مجرد صندوق انتخابات, ولكن لا مانع لديهم من إجراء انتخابات رئاسية مبكرة نتيجة الوهم الذي سيطر علي أحدهم بأنه الرئيس المنتظر. ولم يدلنا أحد منهم علي طريقة ديمقراطية أخري في أي بلد في العالم تحدد من يحكم بخلاف صندوق الانتخابات وإن كانت ممارسات الهجوم بالقنابل الحارقة علي الشرطة والمنشآت ومحاولات اقتحام القصور الرئيسية تقول إنهم يؤمنون بصندوق حمل الموتي, فهم يريدونها عنفا ودما وحربا أهلية في مجتمع لا تتوافر فيه مقومات الحرب الأهلية التي يريدونها. وصدق المتنبي عندما قال: ......يا أمة ضحكت من جهلها الأمم