أعلم أن ذلك السؤال هو عنوان كتاب د.جلال أمين الشهير, وكان يتحدث فيه عما حدث للمصريين من تغيرات اجتماعية وثقافية عميقة بسبب الحراك الاجتماعي الهائل الذي أحدثته ثورة 23 يوليو 1952 لكني بهذا التساؤل اتحدث عما حدث للمصريين بعد ثورة 25 يناير 2011, فكل دراسات الطابع القومي للشعوب والتاريخ المصري كانت تصف المصريين بأنهم شعب خانع, خامل, ومستكين, ولا يتحرك أبدا للثورة ضد الفرعون! ناهيك عن أبيات أبي الطيب المتنبي الشهيرة: اكلما اغتال عبدالسؤ سيدة أو خانه فله في مصر تمجيد صار الخصي أمام الأبقين بها فالحر مستعبد والعبد معبود نامت نواطير مصر عن ثعالبها فقد بشمن وماتفني العناقيد! غير أن ثورة 25 يناير قلبت كل تلك المسلمات والأفكار رأسا علي عقب! وشهد العالم كله ثورة غير مسبوقة في تاريخ مصر الطويل, بل وفي عالم اليوم؟ وقد أثبتت وقائع الأشهر الخمسة عشر التي انقضت منذ يناير 2011 حتي مظاهرات الجمعة الماضية أن تغييرا جذريا حقيقيا قد حدث للمصريين وليس مجرد تغيير طارئ أو عارض! وأعتقد أنه تغيير يستحق دراسة عميقة من الباحثين والدارسين في كل المجالات الاجتماعية والانثروبولوجية والنفسية والسياسية لفهمه وتأصيله, ويقيني أن معاهد الأبحاث الجادة في العالم كله بدأت بالفعل دراسة تلك الظاهرة الفريدة, لكني أدعو بالذات د.جلال أمين لأن يعد دراسة أخري حول ما حدث للمصريين ليس بعد ثورة 23 يوليو وإنما هذه المرة بعد ثورة 25 يناير 2011! المزيد من أعمدة د.أسامة الغزالى حرب