ترجمة : وسام النحراوى احتشد آلاف المتظاهرين من مختلف أنحاء العالم في احتجاجات واسعة ضد السياسات الاقتصادية التي أنتجت الفقر والفوارق الاجتماعية والطبقية وشجعت الجشع والطمع، وليطالبوا بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وتأتي هذه التظاهرات كاستجابة سريعة لدعوة ناشطين علي مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"و"تويتر"، للخروج في يوم 15 أكتوبر الجاري في مظاهرات تجتاح العالم. وعلي الرغم من ان المنظمين أكدوا أن الاحتجاجات ستكون سلمية، إلا أن قوات الامن في العديد من دول العالم وضعت نفسها في حالة استعداد لمواجهة أي اضطرابات قد تنتج عن هذه الاحتجاجات. وقد دعا إلي هذه التظاهرات موقع "متحدون من أجل تغيير عالمي" الذي أنشأه المنظمون لتنسيق تحركاتهم علي موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك"، وأكد الناشطون علي الصفحة الرئيسية للموقع أن الاحتجاجات ستمتد من أمريكا إلي آسيا ومن أفريقيا إلي أوروبا، وأن المسيرات ستخرج في نحو 950 مدينة عبر 82 دولة. وأضاف بيان نشره المنظمون علي الموقع أن "الشعوب ستنتفض لتطالب بحقوقها وتطالب بديمقراطية حقيقية وتحتج ضد السياسيين والنخب المالية التي يخدمونها".وقال البيان "نحن الذين سنحدد مصيرنا ونرسم مستقبلنا، حان الوقت لنا لنتحد وحان الوقت لهم لينصتوا إلينا". ميدانيا، انطلقت الشرارة الأولي في كل من نيوزيلندا واستراليا، حيث تظاهر مئات من الناس في الشارع الرئيسي في أوكلاند، أكبر مدينة في نيوزيلندا، وانضم إليهم مايقرب من 3000 متظاهر وهتفوا وقرعوا الطبول،ونددوا بجشع الرأسمالية. وفي لندن، خرج آلاف المتظاهرين أمام مبني البورصة وسط لندن.وقادوا حركة تسمي"احتلوا بورصة لندن". وقال المتظاهرون أنه علي الرغم من أن نسب البطالة والخصخصة وإجراءات التقشف في تزايد إلا أننا مازلنا نري أرباح الاغنياء في تزايد مستمر. وأكدوا أنهم خرجوا من كل الأجناس والسلالات للمطالبة بالمساواة والعدل للجميع. كما شهدت العاصمة الاسبانية مدريد وعدة مدن إسبانية مظاهرات ضد سياسة التقشف. وفي اليابان، تجمع نحو 200 محتج وجابوا شوارع العاصمة طوكيو حاملين لافتات مكتوبا عليها "لا مزيد من الأسلحة النووية"،"الحرية للتبت".وانضم إلي المسيرات أطفال بجانب الشباب. أما في كوريا الجنوبية، فتظاهر المحتجون أمام أحد البنوك في مدينة سيول.ولكنهم أكدوا أن مسيراتهم ماهي إلا تضامن مع حركة "لنحتل وول ستريت"وليست انعكاسا لأي مشاكل اقتصادية داخلية، مؤكدين أنهم يتظاهرون ضد المشاكل الاقتصادية العالمية ووجوب إيجاد أفكار وحلول لها. أما في العاصمة الأندونسية جاكرتا، فتجمع العشرات أمام السفارة الأمريكية،ضد القمع والسلب والحروب والجشع الاقتصادي. وأكد رودي دامان، رئيس الرابطة الدولية لنضال الشعوب بأندونيسيا، ان النظام الامريكي القائم علي الرأسمالية يجب أن ينتهي تماما. وفي تايوان، تجمع مايزيد علي 100 شخص أمام إحدي البورصات العالمية، منددين بان النمو الاقتصادي قد استفادت منه الشركات الكبري فقط في حين ان رواتب الطبقة المتوسطة تكاد لاتكفي تكاليف المأكل والملبس والتعليم والرعاية الصحية. وفي تصعيد خطير للموقف، قام عدد من الطلاب في مدينة ميلانو الايطالية بتحطيم مبني بنك جولدمان في منطقة قطاع الاعمال بميلانو، وكتبوا علي الجدران باللون الأحمر في تعبير عن غضبهم من رئيس الوزراء الايطالي سيلفو بيرلسكوني. وقاموا بإلقاء البيض في مقر أكبر البنوك بإيطاليا،ورددوا "أعطونا المال". في غضون ذلك، قام المحتجون الأمريكيون بتنظيف منتزه زوكوتي بارك بحي المال" وول ستريت" الذي يحتلونه منذ أربعة أسابيع باستخدام المكانس والآلات البسيطة في الوقت الذي نظم فيه باقي المحتجين مسيرة إلي مقر مجلس المدينة والبورصة حيث دخلوا في مواجهات مع الشرطة. وذكرت تقارير أن الشرطة ألقت القبض علي عشرات المحتجين في الوقت الذي تصدت لها مجموعات صغيرة من المتظاهرين، ونظم المتظاهرون مسيرة من زكوتي بارك إلي بورصة نيويورك وبعضهم قفز فوق الحواجز ودخل في مواجهات مع رجال الأمن الذين كانوا يحيطون بمباني المؤسسات المالية. وتعتبر حركة الاحتجاجات العالمية هي تطور لحركة "لنحتل وول ستريت" التي بدأت الشهر الماضي كرد فعل غاضب علي الاوضاع الاقتصادية المتردية. ويؤكد منظمو الاحتجاجات في كلتا الحركتين أنهم استوحوا أفكارهم من الربيع العربي والذي أدي في النهاية إلي التخلص من النظام القمعي في كل من تونس ومصر.