برغم أن الفترة الماضية شهدت العديد من الاحتجاجات والاضرابات في هيئة البريد, فإنها شهدت أيضا العديد من الانجازات وملامح التطوير التي نقلت الهيئة إلي مؤسسة قادرة علي التنافس، وتطوير نفسها بما يواكب التقدم والتطور في مجالي الاتصالات والبنوك والمعاملات المالية. تحقيقات الأهرام ترصد المشاهد المتسارعة في هيئة البريد بعد توقف الاحتجاجات من خلال هذا الحوار مع الدكتور طارق السعدني رئيس الهيئة القومية للبريد: هل توجد أي خطة أو تصور لمنع أي احتجاجات جديدة وتلبية طلبات العاملين؟ قال السعدني: إنه تم وضع خطة للتواصل مع العاملين في جميع أنحاء الجمهورية, ولكن لأن العدد كبير جدا فهو يحتاج لزيارات بصفة مستمرة بجميع المحافظات علي مدي السنة, وذلك لم يتوافر خلال الفترة الماضية بسبب ضيق الوقت وكثافة العمل في الهيئة فلم يكن متاحا القيام بتلك الجولات, إلا أنه سيتم عمل زيارات علي مدي العام, مطالبا العاملين بالهيئة بعدم الالتفات إلي الشائعات المغرضة التي تزعزع الاستقرار والتي تؤدي إلي حدوث حالة من الفرقة بين العاملين والإدارة. وما هي أهم ملامح خطة تطوير الهيئة؟ تم إعداد خطة استراتيجية جديدة للأعوام المقبلة تعتمد علي تطوير وتصدير الخدمات وميكنة نظم العمل بالمكاتب لزيادة مصادر الدخل ورفع كفاءة العنصر البشري, مشيرا إلي أن العمل الجاد لمدة3 سنوات فقط للعاملين في الهيئة سوف يضمن لهم رواتب وحوافز لن يجدوها في أي مكان بكبري الشركات العالمية, وهذا سوف يؤدي في النهاية إلي النهوض بالهيئة حتي يحتل البريد المصري المكانة المرموقة التي تليق به محليا وعالميا. كما تم تفعيل دور إدارات الشكاوي والمتابعة للعمل علي حل جميع المشكلات التي تواجه صغار العاملين في مختلف المناطق ومتابعة ما يتم انجازه يوميا إلي جانب الحرص علي الالتقاء بالعاملين شخصيا وجها لوجه في أي وقت والاستماع إليهم دون أي وسيط. ما هي معوقات تقديم الخدمات الجديدة؟ ان الهيئة تقدم خدمات اجتماعية وقومية بمنظور اقتصادي, مؤكدا ضرورة الاسراع في تقديم خدمات جديدة, إلا أن هناك معوقات لتقديم خدمات جديدة نظرا لتكدس المكاتب واستهلاكها في صرف المعاشات التي هي واجب قومي لابد من القيام به وحل تلك المشكلة هو ميكنة المعاشات, وقد تم البدء فيها من خلال المشاورات مع هيئة التأمينات الاجتماعية ووزارة المالية, كما أنه سيتم ميكنة التوفير بحيث يتم استخدام الشباك الموحد في جميع المكاتب واستخدام الكروت. كيف يتم مواجهة مشكلة الزحام؟ سيتم اتباع نظام الأرقام الالكترونية في مكاتب البريد لتجنب الزحام وتنفيذا لنظام الترتيب في الدور عند التعامل مع شباك الخدمة وبما يوفر راحة للعميل في الحصول علي خدمته وانجازها في وقت قصير لتصبح مكاتب البريد مثل البنوك في التعامل مع عملائها. ويقول: إن أكثر من2000 مكتب مندمج ومتصل بالشبكة الرئيسية ويمكن تنفيذ نظام الميكنة فيهم في أسرع وقت بعد تدريب العاملين بتلك المكاتب علي كيفية التعامل مع الجمهور بأسلوب راق ومتحضر, كما أنه سيتم وضع شاشات عرض(LCD) في المكاتب لتعريف الجمهور بجميع الخدمات البريدية واستخدام تلك الشاشات من الناحية الدعائية لمصلحة شركات ومؤسسات أخري, علاوة علي تعريف موظفي البريد بأهم القرارات التي تم اتخاذها ليكونوا في تواصل دائم لحظة بلحظة مع الإدارة عن طريق تلك الشاشات. كما تمت العودة في تطبيق العمل في مكاتب البريد إلي الفترة المسائية التي كانت قد توقفت خلال الفترة الماضية بسبب حالات الانفلات الأمني, مشيرا إلي أنه تم البدء في عمل350 مكتب بريد علي مستوي كبري المكاتب بالمحافظات لتعمل في الفترة من2 مساء حتي السادسة مساء, وسوف يتم استكمال باقي المكاتب بالتدريج في المرحلة المقبلة, بحيث سيتم إضافة50 مكتبا خلال شهرين للعمل فترة مسائية. ما هو الجديد في نظام تحويل الأموال وتوصيل الطرود؟ أشار السعدني إلي أن الهيئة تتطلع إلي تطبيق نظام تحويل الأموال عبر المحمول فور الانتهاء من نمذجة وميكنة جميع مكاتب البريد وتطوير الشبكة, خاصة أن هناك اتفاقا بين الهيئة والشركة المصرية للاتصالات علي تطوير الشبكة الداخلية بجميع مكاتب البريد ووقتها يشعر عميل البريد أنه يتعامل مع مكتب نموذجي يقدم له الخدمة مثل تقديمها لعملاء البنوك. وقال رئيس الهيئة: إن هناك اهتماما كبيرا لكي تصبح الهيئة رقم واحد في خدمة توصيل الطرود عن طريق خدمة الباب للباب, خاصة لاحتواء الهيئة علي أكبر إمكانات وأكبر شبكة توزيع علي مستوي الجمهورية.
