سعر الذهب في مصر اليوم الاثنين 30-9-2024 مع بداية التعاملات    ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية على بيروت إلى 12 شهيدا    الحوثيون في اليمن: لن تثنينا الغارات الإسرائيلية عن مساندة الشعب الفلسطيني واللبناني    رسميا.. حزب الله يؤكد اغتيال القيادي في صفوفه علي كركي    «لو كنتب موجود مكنش هياخد هداف الدوري».. سيف الجزيري يتحدى وسام أبوعلى    بعد الهزيمة أمام الزمالك.. 4 أسماء مرشحة لمنصب مدير الكرة ب النادي الأهلي    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الاثنين 30-9-2024    صفارات الإنذار تدوي في راموت نفتالي شمال إسرائيل    نقيب الفلاحين: الطماطم ب 50جنيها.. واللي يشتريها ب "أكثر من كدا غلطان"    التعليم تزف بشرى سارة ل "معلمي الحصة"    10"بعد إصابته في الركبة".. 10 صور تاريخيه محمد هاني مع النادي الأهلي    ملف يلا كورة.. إصابة هاني.. تصريحات لبيب.. وتألق مرموش    محمد أسامة: جوميز من أفضل المدربين الذين مروا على الزمالك.. والونش سيعود قريبًا    شراكة استراتيجية مع «الصحة العالمية» لتعزيز نظام الرقابة على الأدوية في مصر    إصابه 4 أشخاص إثر اصطدام دراجتين ناريتين في المنوفية    العثور على جثة حارس مهشم الرأس في أرض زراعية بالبحيرة    أحلام هاني فرحات بين القاهرة ولندن    10 تغييرات في نمط الحياة لتجعل قلبك أقوى    5 علامات للتعرف على نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم    مستقبل وطن البحيرة يطلق مبادرة للقضاء على قوائم الانتظار    هل 200 جنيه للفرد شهريا «مبلغ عادل» للدعم النقدي؟.. أستاذ اقتصاد يجيب (فيديو)    صالون التنسيقية يفتح نقاشا موسعا حول ملف التحول إلى الدعم النقدي    صناع السياسة في الصين يتعهدون بدراسة تدابير اقتصادية تدريجية    الصين تتجه لخفض أسعار الرهن العقاري لإنعاش سوق الإسكان    من خلال برنامج القائد| 300 ألف يورو لاستكمال المركز الثقافي بالقسطنطينية    دونجا يوجه رسالة نارية ل إمام عاشور: «خليك جامد احنا مش ممثلين» (فيديو)    طبيب الزمالك يكشف آخر تطورات علاج أحمد حمدي    أجواء حماسية طلابية في الأنشطة المتنوعة باليوم الثاني لمهرجان استقبال الطلاب - (صور)    سعر استمارة الرقم القومي يصل ل 800 جنيه.. إجراءات جديدة لاستخراج البطاقة في دقائق    انطلاق أولى ندوات صالون المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي    المقاومة العراقية تحذر من إستخدام العراق منطلقا لعمليات التحالف الدولي ضد سوريا    مفاجآت سارة ل3 أبراج خلال الأسبوع المقبل.. هل أنت منهم؟    المفتي: الإلحاد نشأ من أفهام مغلوطة نتيجة خوض العقل في غير ميدانه    «الإفتاء» توضح حكم تناول مأكولات أو مشروبات بعد الوضوء.. هل يبطلها؟ (فيديو)    لبنان: استشهاد 45 شخصا وإصابة العشرات في أحدث الهجمات الإسرائيلية    بايدن: سنواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا    السعودية تعرب عن قلقها البالغ إزاء الأوضاع الأمنية في لبنان    مكون في مطبخك يقوي المناعة ضد البرد.. واظبي عليه في الشتاء    جامعة المنيا تقرر عزل عضو هيئة تدريس لإخلاله بالواجبات الوظيفية    مقتل 3 أشخاص من عائلة واحدة في مشاجرة على ري أرض بأسيوط    الأنبا باسيليوس يترأس قداس المناولة الاحتفالية بكاتدرائية يسوع الملك    السفيرة الأمريكية لدى مصر تشارك في فعاليات برنامج "هى الفنون" بالقاهرة    محافظ جنوب سيناء: 15% زيادة متوقعة بحجم الإقبال السياحي في أكتوبر ونوفمبر المقبلين    د.حماد عبدالله يكتب: فى سبيلنا للتنمية المستدامة فى مصر !!    زوج أمام محكمة الأسرة: «كوافير مراتي سبب خراب البيت» (تفاصيل)    نسرين طافش أنيقة وفيفي عبده بملابس شعبية.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    حدث بالفن| اعتذار شيرين لشقيقها وموعد عزاء زوجة فنان وانطلاق مهرجان الجونة السينمائي    تامر عبدالمنعم بعد رئاسة "الفنون الشعبية": طالما لدي شباك تذاكر فالمسرح يهدف للربح    نابولي يفوز على مونزا 0/2 ويتصدر الدوري الإيطالي مؤقتا    "الحماية المدنية" تسيطر على حريق هائل في سيارة تريلا محملة بالتبن بإسنا جنوب الأقصر    جثة أسفل عقار مواجهة لسوبر ماركت شهير بالهرم    سقوط غامض لفتاة يثير لغزًا في أكتوبر    الفرح بقى جنازة، مصرع شاب وإصابة آخر في حادث تصادم جنوب الأقصر    عميد معهد القلب يكشف تفاصيل إنقاذ حياة شاب بعملية الأولى من نوعها    هل يجوز أن أترك عملي لأتابع مباراة أحبها؟.. رد صادم من أمين الفتوى لعشاق كرة القدم (فيديو)    إبراهيم رضا: الزوج الذي لا يعول أولاده خان علاقته بالله.. فيديو    مفاجأة حول المتسبب في واقعة سحر مؤمن زكريا.. عالم أزهري يوضح    الموت يفجع الشيخ أحمد عمر هاشم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علي جناح ليلة من ليالي الإبداع علي نيل المنصورة
المبدعون والعلماء والنقاد يتحاورون مع فتاة هايدلبرج الأمريكية
نشر في أخبار الأدب يوم 01 - 06 - 2013

علي نيل المنصورة الرائع ، الذي غني له علي محمود طه ، وإبراهيم ناجي ، وشربت منه النغم كوكب الشرق ، وروي أرواحنا بأنغامه السنباطي ، عقدت ندوة لإكتشاف نجم جديد في عالم الأدب ، مسح بكفيه فانوسه السحري فظهر إبداعه يقول له شبيك لبيك :تحت أمرك وملك إيديك ، إنه الوزير الأديب د.أحمد جمال الدين موسي وزير التعليم السابق الذي لم يغادر المنصورة، رغم البعاد ، ونشعر بالزهو معه ، لاننا من المنصورة التي احتضنت العباقرة ، وحمت مصر من تجبر الغرب المستعمر ، وليس من قبيل المصادفة أن تستمر مقاومة أبناء المنصورة لأفكار الغرب الشائهة عن الشرق من ابن من أبناء المنصورة ، فبعد ندوة مكتبة »نهضة مصر« بالقاهرة التي حضرها كبار المفكرين والأدباء والوزراء ، كان لابد أن تكون المنصورة هي المرفأ ، يوم الجمعة الماضي لتؤكد »مكتبة مصر« بالمنصورة بحضور نبيلة عبد النبي مديرة المكتبة أن النشاط الثقافي بالمكتبة لايتوقف ، مستمر، فليس للإبداع في المنصورة عطلة ، وليس للمبدعين في المنصورة إجازة عن تذوق ومناقشة المبدعين في إبداعهم.
والرواية التي احتفي بها هي (فتاة هايدلبرج الأمريكية) التي تتكلم عن علاقة الحب بين أسامة المصري وماجي الأمريكية ، والرواية أظهرت في النهاية تلك العلاقة بين الغرب والشرق ومآسي الطلاب العرب، والدكتورالوزير أحمد جمال جعل بطله لايفقد توازنه عند تعامله مع الغرب.
وشهدت الندوة حضورا كثيفا من صفوة العلماء والأدباء والمفكرين يتقدمهم عالم مصر الكبير الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلي بالشرق الأوسط، كما حرصت أسرة الدكتور أحمد جمال علي الحضور زوجته المستشارة الدكتورة أماني البغدادي ووالدتها رائدة العمل الإجتماعي والخيري بالمحافظة نجاة واصل .
اللغة البسيطة
أول المتحدثين كان الدكتور سعيد اللاوندي صاحب كتاب »الاسلاموفوبيا« وسكذب المثقفون ولوصدقوا »وغيرها من الكتب التي هي محل تقدير من القراء، والذي عاش في باريس اكثر من عشرين عاما التقي خلالها كبار مفكرينا وفلاسفة الشرق حيث قال : أنا فخور أنني إلتقيت بالدكتور أحمد جمال في باريس في الثمانينيات وكنت علي إتصال به ويكفي أنه أهدي رسالته للدكتوراة لأطفال قرية االمقاطعة»، مسقط رأسه ، وأعتقد أن روايته تتحدث عن الأصالة والمعاصرة وعن المغتربين وعن الصدمة الحضارية وإن لم يشعر بها بطل الروايه ، والروائي أحمد جمال موسي لغته العربية بسيطة، وسلسة، وأسلوبه شائق وسرده خصب ، والمدهش أنني لاحظت أنه لم يتبع ايكاد»، ب اأنب رغم أنها معتادة عند الكثيرين ، وأنا قرأت الرواية مثني وثلاث ورباع بعين الناقد، وسرني أن أحد النقاد قال لي: إن هناك شبها بين الدكتور طه حسين والدكتور أحمد جمال الدين موسي، فكلاهما كان وزيرا للمعارف، وكلاهما أديب، وأذكر أنني قابلت الدكتور موسي عام ألف وتسعمائة واثنين وثمانين، وكان وافداعلي باريس، وعندما قابلته وكان معي كتاب للفيلسوف شوبنهور، وجدته قد ترك كتبه في الاقتصاد، وسألني عن كتاب للفيلسوف نيتشه ، وظل يقرأ في الفلسفة بجوار دراساته في القانون والاقتصا، فهو كاتب موسوعي، والدكتور أحمد جمال الدين موسي لم يكتب الرواية في رأيي فجأة لأنه كان يكتبها من عشرين عاما، وكثيرا ماتحدث معي عن الأصالة والمعاصرة والليبرالية، وأعتقد أن بطل الرواية أسامة زايد فيه بعض من صفات الدكتور أحمد جمال الدين موسي، وأعتقد أن هذه الرواية بداية لكتب كثيرة قادمة، وأعتقد ان هذه فترة الابداع في عمر المؤلف ، فهذه فترة العمل الإبداعي في عمر المبدعين ، وأذكر أن الدكتور زكي نجيب محمود كتب زقصة العقل وقصة النفس ز بعد الستين، لأنه فوجيء بفراش مدرج كلية الآداب التي كان يدرس به الفلسفة يقول له:س كفاية يادكتور إنت الآن في المعاشس يومها حزن الدكتور زكي نجيب، وظل يقرأ سبع سنوات في التراث ثم بدأ يكتب في الأهرام، واعتبر أن ماكتبه الدكتور زكي نجيب بعدال السبعة والستين عاما من الأدبيات التي أثرت فينا، وأعتقد أن هذه السنوات التي يعيشها الدكتور أحمد جمال الدين موسي هي سنوات الإبداع الحقيقية، فتلاميذه في كل بيت، وهو أول روائي بعد الستين يكتب في الأدب بعد إبداعه في الإقتصاد، وتمني اللاوندي أن يري رواية فتاة هايد لبرج فيلما.
القادم من موطن الإبداع
ثم تحدث الشاعر مصطفي السعدني وكيل وزارة الثقافة السابق ، بعد قراءته لأبيات شعرية من إبداعه وقال : كنا نلتقي بالدكتور أحمد جمال الدين موسي بوصفه مفكرا مستنيرا في زليالي المحروسةس وكان هناك دائما رابط بينه وبين جمهور ليالي المحروسة. وتحدث عن الرواية فقال :أعلنت فرحي بالروائي الجديد فهو ممن يشتعلون إبداعا بعد الستين، لأن الأدب والإبداع يحب المخلصين ويعطي المخلصين له ، وطبائع الأعمال في مصر تحتاج إلي تفرغ ، فبعد الستين يكون الإبداع أكبر ، وأحمد جمال الدين موسي قادم من المنصورة من موطن عمالقة الأدب والفكر أمثال : محمد حسين هيكل رائد الرواية الحديثة وأحمد لطفي السيد أستاذ الجيل ، وكوكب الشرق أم كلثوم من مركز السنبلاوين .
والروائي استخدم أسلوبا جزلا وتناول العلاقة بين الشرق والغرب بطريق غير مباشر ووثق العلاقة بين الشرق والغرب من خلال العلاقة بين بطلي الرواية ، ولست مع التساؤل الذي تم طرحه : هل أسامه هو جمال الدين
موسي؟ لأن الإبداع فطرة فالإبداع يحتاج منا لأن نتذوقه، لاأن زندعكهس مثل الوردة نشمها ونتذوق رائحتها لا أن ز ندعكها ز.
طريق الإبداع الأدبي
وتحدث الدكتور عمرو سرحان عميد طب المنصورة الأسبق وزميل الدكتور جمال الدين موسي فقال: سعيد بوجودي مع صديق عمري الذي إلتقيته منذ أربعة وخمسين عاما وكنا في مدرسة المنصورة الثانوية ، وفاجأني بمستواه العلمي وهدوئه، ومن يومها صرنا أصدقاء، وقابلته عام ستة وتسعين وكنا نعد لورشه عن قانونانقل الاعضاءب في كلية الطب بالمنصور ة وكانت المرة الثالثة وكان نائبا لرئيس الجامعة ، وكان يعد لأسبوع شباب الجامعة وكان أداؤه قمة في التخطيط والمنهجية العلمية، وترك بصمات تعلمنا منهاجميعا .
وعندما قرأت روايته زفتاة هايدلبرج الأمريكية ز قلت له: لقد مشيت في الطريق الخطأ، وكان لابد أن تعود إلي طريقك الصحيح في الإبداع الأدبي، وخاصة في هذا الوقت بالذات والذي نحن في أمس الحاجة إلي من يثري قيم مجتمعنا، ورغم أني لست ناقدا أدبيا إلا أني ساتكلم كقاريء، فقد تصورت أن الكاتب وضع عنوانه هكذا: فتاة هايدلبرج الأمريكية، ليقول لنا أن هايد لبرج تأمركت، وأن أمريكا متغلغلة فيها ، وفي رأيي أن شخصيات الرواية واقعية فالطلاب المصريون تم رسمهم في الرواية بدقة كبيرة لأن الكاتب عايشها بدقة، أما الشخصيات الأجنبية ففيها تنوع إنساني كبير ، فالغرب ليس كيانا واحدا، والرواية شدتني رغم قلة الأعمال التي تجذبني لقراءتها، والنهاية السعيدة بالنسبة لبطلها أسعدتني.
الانطباعات المسبقة
وتحدثت الشاعرة والناقدة الأدبية ماجدة سيدهم عن فكرة الانطباعات المسبقة التي سيطرت علي بطلي الرواية، وإنسانية النص ولغته الراقية، وقالت الانطباعات المسبقة عن الغرب والشرق سيطرت علي أسامة بطل الرواية ، أثناء ذهابه إلي أمريكا ، فقد ذهب إلي المجتمع الأمريكي بانطباعات مسبقة وكان الشباب الألماني والأمريكي أيضا لديهم انطباعات مسبقة عن الشرق، فالخلاف إذن ليس إلا خلاف انطباع وتأثيرات وأنظمة تصنع هذه الانطباعات، وفي الجزء الثاني من الرواية نجد ديفيد فريد مان يرغب في خلق أي أدلة لإتهام أسامة، ديفيد في رأيي يمثل الأنظمة المستبدة، أما الفتاة الأمريكية اماجيب في رأيي فهي مهتمة بالقضايا الإنسانية علي مستوي العالم، والكيان الإنساني يتفوق عندها علي الخلافات، فالكيان الإنساني هو محور الرواية ، فأثناء القبض علي أسامة أحس المحقق أن المشهد مفتعل ، فوجه الإتهام إلي فريدمان، قائلا له: لمجرد أنه مصري تتهمه بأنه إرهابي، وهذا يؤكد أنه ليس حتما أن كل غربي يؤمن بالتمييز العنصري، وأسامة زايد هو البطل الأساسي وليست الفتاة وهو مهتم بالجانب المعماري، وهو لايقبل الأمور إلابعلاتها، فكان لايحفظ القرآن إلا بعد فهمه، وشعرت أثناء القبض عليه أن حقه تم هضمه، فكيف يكون أسامه بدون رؤية ؟وهو الذي صعد في ممشي الفلاسفة ، وهو أروع مافي الرواية، فالحوار بين الشرق والغرب لايكون إلابالصعود بالحوار، فكلما هبطنا بالأخلاقيات يحدث الإرتطام والصدام،
وتحدثت ماجدة عن غلاف الرواية فقالت: الغلاف مبدع فهو لفتاة مبتورة والشاب العربي محني أما الذئب فهو يمثل الأنظمة المستبدة، وأجمل ماقيل علي لسان كريستين وهي تتكلم مع ناجي فتحي : اأرجو ألا تغضب مني ياحبيبي»، فهذه هي الجملة الوحيدة زالطرية ز في رواية جادة !
صفات العمل الأول
وتحدث أحمد صبري ابو الفتوح فتساءل كيف يكون هذا هو العمل الأول وليس فيه سمات العمل الأول؟ فالاعمال الأولي غالبا ما تكون مزدحمة بالأفكار والشخصيات، وهذا ليس متحققا في رواية أحمد جمال موسي،لأنه كاتب متمرس يعرف كيف يقدم روايته فليست هذه هي التجربة الأولي ، حتي وإن كانت التجربة الأولي التي نشرت، أما هو فلم ينقطع عن الكتابة منذ أن كان طالبا، كتب القصة القصيرة في الجامعة وكان يشاركنا في تقييمها الاستاذ أبو المعاطي أبو النجا المبدع العظيم ، وهذا هو السر في أن الرواية خرجت بهذا القدرمن الإتزان، والتلقائية فهي أربعة عشر فصلا، وكل فصل مابين عشر صفحات، فالكاتب له نفس الكاتب المستريح فالدفقة الشعورية لديه مستريحة، وبطل فتاة هايد لبرج يتذكر من باب التحدي لأن البطل خرج سالما من المحنة، ولغة الرواية و حبكتها تجعل القاريء حريصا علي القراءة والدخول إلي تفاصيل الموضوع، وفي شوق دائم لمعرفة مصير البطل، وكيف عبرهذا الإمتحان، والروائي جمال الدين يعرف لغته الروائية، كمايعرف لغته الاقتصادية واستطاع أن يخلق لغة بسيطة ومعبرة وناعمة في نفس الوقت، واختار شكلا روائيا مطروقا كلاسيكيا، ويحكي بضمير الغائب، ويغوص في بطن الرواية وبطن الشخصية بلغة بسيطة .
وأخذ بعضهم علي الرواية أنها مختصرة وبعضهم قال فيها إطناب ، ربما لأن البعض يصر علي عدم ممارسة النقد الادبي ، فكل إنسان لديه ذائقة تختلف عن الزائقة الأخري عند الإنسان الآخر، فالبطل شخصية متحضرة يتحدث إلي فتاة متحضرة ، حوارات بين الرجاء والأمل، ثم انتصروا علي أنفسهم فلم يقدم الروائي جمال الدين شيئا يخدش الحياء ،
والرواية مثل رواية أصوات وعصفور من الشرق وقنديل أم هاشم وهي تطرح تساؤلاً حول القيم بين الشرق والغرب، وهل هو صراع جديد أم قديم ؟ فالغرب متقدم والشرق يعيش في الماضي والخرافة والجهل ، ثم يحدث اللقاء فتتصادم الصراعات ، فالضابط الامريكي لايكف عن التلفيق والزج بالأبرياء في السجون ، والشرق دائما يرغب في اللحاق بمكان ، والذي يحمل أفكارا شريرة هو الضابط الأمريكي ، فهي رواية تقول إن الشرق أصبح جاهزا للمشاركة في العولمة ، إذن التطرف والإرهاب مسألة تواجه الشعوب، والرواية فيها تأثر بتوفيق الحكيم في (عودة الروح)، فيها تأثر بالحوار الفكري علي أعلي مستوي، مستعينا أحمد جمال الدين بعباءة الرواية الفضفاضة التي تحتوي علي المسرح والشعر والحوار، وهذه الرواية انتهت إلي فراق مؤقت بين الشرق والغرب، عندما نجحت العقلية الاستعلائية في خنق الحب الوليد، هاهو أسامة يعود الي المجتمع ويطرح سؤالا :هل أمريكا مثل رعاة البقر؟ فهل هذا سؤال لايعرف إجابته اسامة؟ فلماذا سأل اسامة هذا التساؤل، الرواية محكمة وشديدة البساطة لصالح الموضوع ، الإشكالية في الرواية هي البطل، وتأثير الحادي عشر من سبتمبر ، خاصة أن ماحدث أساء الي العالم كله.
العواطف المبتورة
وتحدث الدكتور محمد غنيم كناقد أدبي لأول مرة في حياته فقال :أنا لست ناقدا أدبيا، لأن النقاد يعيشون علي دماء الأدباء، وكان الدكتور أحمد جمال قد أهداني الرواية وهي مخطوطة علي الحاسب الآلي، ومن رأيي أن بها الكثير من الجدليات، وأنا أري أن بها الكثير من وصف التاريخ للزمان والمكان في هايدلبرج، وربما كان يقصد من ذلك الكاتب أن يمهد لمسرح الرواية، لأن هايدلبرج بلد جميل بها أقدم جامعة وقلعة، لكن كيف ينشغل الروائي بوصف الكوبري وتاريخ الكوبري والبطل والبطلة يسيران فوق هذا الكوبري.
من رأيي أن العواطف مبتورة في الرواية ، وقصة الحب انتهت نهاية مأساوية بشكل عميق، وأتصور أن الرواية فيها تشويق واتهام وصناعة الاتهام من قبل الرجل الأمريكي الذي ينافس أسامة في حب الفتاة، البساطة في الرواية ظاهرة، مع عد م الإحكام في بعض المواقف فأنا لا أتصور أن الشرطة الألمانية يمكنها أن تترك العنف والاتهام هكذا، وكان يجب أن تقاوم الفتاة أباها ولاتستمع إليه وتنهي علاقتها بحبيبها بهذه السرعة، وأتصور أن الرواية القادمة ستكون أقوي وسوف يتخلص الكاتب من وصف الزمان والمكان كما حدث في هذه الرواية.
وقال الدكتور أحمد صقر الطبيب المصري العائد من إنجلترا بعد ربع قرن من الزمان: نفس النقاط التي تكلم فيها الدكتور غنيم هي ملحوظاتي علي الرواية وإن كان أسلوب التشويق بهرني، والعمل رائع جدا ، وفي نهاية الندوة علق الدكتور أحمد جمال موسي فشكر كل الحاضرين من كوكبة مثقفي وشعراء وأدباء وعلماء المنصورة، وشكر إدارة المكتبة وعلق علي ماقاله سعيد اللاوندي.. فقال: من الطبيعي أن يكون لكل منا وجهة نظره، وكنت حريصاً علي توزيع الرواية قبل طباعتها علي اثني عشر شخصا ليقرأوها قبل نشرها، وكنت حريصاً علي سماع رأيهم في الرواية بالاضافة الي أهل بيتي، وأحمد صبري وأبو المعاطي أبو النجا لخبرتهما الكتابية، وأوضح أن اسامة هو وحده بطل الرواية ، ولست أنا بالطبع أسامة لأنه أستاذ فيزياء وأنا أستاذ قانون، والسن مختلفة وهذا ليس تمويها، والرواية بداية لكتابات جدية أرجو أن تكون أ قوي، واجاب علي تساؤال دكتور عمرو سرحان : هل اخذت الطريق الخطأ في حياتي؟ بقوله: هذه وجهة نظر، وكل شييء يتغير، والرواية منقسمة الي أربعة عشر فصلا، والفصول السبعة الاولي مقدمة السبعة الثانية، والخط الدرامي المشوق بدأ بعد الفصول السبعة الثانية، والانسان المصريفي الرواية ند لهذه الفتاة الامريكية ويقول لها انا موجود وهو يفهم في العمارة ومثقف ومتحضر، واتصور ان هذا كان في ذهني، فلم يكن لأسامة ارادة سياسية فلا تظلموه، وتساءل احمد جمال الدين موسي: هل ارتكبت حماقة لأنني نشرت الرواية؟ سألت أسرتي فقالوا : أبدا، والحقيقة أنني أحسست بالتحرر.
وتساءل الحاضرون : لماذا اسم أسامة؟ فكانت إجابة الدكتور أحمد جمال :ليس كل أسامة هو أسامة بن لادن، وتمني الحاضرون أن تتحول الرواية إلي فيلم سينمائي، وتمني الروائي أحمد جمال الدين ترجمة الرواية إلي اللغات الاجنبية، واكد أن اختياره لمدينة هايدلبرج يرجع إلي كونها مدينة جميلة جدا ونشأت فيها الرومانسية كما أنها مقر القوات الامريكية في أوروبا فهي المكان المناسب عند الحديث عن الجاسوسية والمخابرات.
وقال ردا علي رأي الدكتور غنيم في الرواية: دع الناس تقرأ ونري رأيها في الرواية، فالفتاة لم ترضخ لأبيها ولكنها ضحت من أجل حبيبها فهي دفعت الثمن لأن خطرا كاد يتهدد حياة من أحبت ، فهي كانت تضحي .
وختم حديثه بقوله: الإبداع أن تكتب رواية والأروع هو حضوركم لمناقشتي في الرواية..
وهكذا انتهت ليلة من ليالي الإبداع علي نيل المنصورة الذي يترقرق هادئا وهو يغني: الموجة بتجري ورا الموجة عاوزه تطولها ، ليظل نيل المنصورة ومبدعوها رمزا رائعا للرومانسية والتآلف والوفاق والحب والإبداع والتألق .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.