الأديب والسيناريست عبد الرحيم كمال، اسم كبير بين كتاب الدراما المصرية، قدم عدداً من الأعمال المهمة والمتميزة مثل الرحايا وشيخ العرب همام وونوس والخواجة عبد القادر وفيلم الكنز وغيرها من الأعمال المميزة التي قدمها للسينما والمسرح والتليفزيون علي مدي 20 عاما.. وسيعرض له في رمضان القادم مسلسل »زالزال» مع محمد رمضان. ..................؟ - ولد بالعيساوية شرق سوهاج، وجاء إلي القاهرة وعمره 6 سنوات، التحق بمدرسة شبرا وأكمل دراسته حتي تخرج من المعهد العالي للسينما قسم سيناريو، والده كان يعمل مقاولا لكنه يهوي كتابة الشعر العربي العمودي الفصيح. وظهرت موهبة عبد الرحيم في مرحلة الإعدادي والثانوي حيث بدأ بكتابة القصة القصيرة والشعر ثم تطورت هذه الهواية في جامعة (حلوان) كلية التجارة الخارجية وبعد تخرجه منها التحق بمعهد السينما (سيناريو)، نشرت له في البداية روايات ومجموعات قصصية، وظهر تميزه في كتابة الأعمال التي تصف الأجواء في الصعيد المصري الذي عاش به طفولته. ..................؟ - بدايتي مع الفنان الراحل نور الشريف وهو صاحب فضل عليّ، وأول من اكتشفني. حينما طالب بعمل مسابقة في مسرح الهناجر بين الشباب لتقديم بحث عن شخصية أخناتون فأخبرني أحد زملائي بالجامعة عن هذه المسابقة فتقدمت لها وفزت واختار نور الشريف بحثي ضمن أكثر من 200 بحث وطالبني أن أشارك في إعداد مسرحية محاكمة الكاهن، ثم كان مسلسل حجر القلوب والرحايا وأول فيلم سينمائي علي جنب يا اسطي ثم الكنز ثم العودة إلي مسلسل أهو ده اللي صار، غنوة في مديح الوطن لسيد درويش. ..................؟ - أحب اللغة العربية لأنها شديدة الجمال وأعشق القراءة ومتعتي الروايات والسير الذاتية والتاريخ. ولدي مكتبة ضخمة أعتبرها مكان متعتي وأقرأ كثيرا الأدب المترجم والمصري والعربي، والدتي رحمها الله صاحبة الفضل في تكوين رصيد الحكايات الأصلية بداخلي، كانت تحكي لي أبو زيد الهلالي وست الحسن، كانت مثقفة بالفطرة وهي مصدر إلهامي الأول وحكاياتها أجمل من كل المسلسلات والأفلام التي شاهدتها. أحب الموسيقي بدون غناء وهي متنوعة حسب الحالة التي أكتب فيها، والموسيقي تحسن فعلا من وظائف الجسم الحيوية، البحر أيضا شيء ساحر يصل الأرض والسماء، وتتجلي فيه عظمة الله، وهو ملهم ومخيف، أحب السفر إذا أتيح لي ذلك، وحينما سافرت إلي لندن كانت أول مرة أري أوروبا أعجبني فيها النظام والنظافة والحضارة والتراث، وكيف يحافظ أهلها علي شكل وجمال بلادهم، وشعرت بغيرة شديدة فلماذا لا نكون مثلهم ونحن الأعرق والأقدم. أيضاً أعجبتني الجزائر جميلة فيها روح طيبة وشجاعة وكرم ويحبوننا كثيراً كمصريين وتبقي المدينةالمنورة بالسعودية أحب البلاد إلي قلبي تنعم فيها بالسكينة والهدوء والطمأنينة، أحب لبنان أيضاً هي مزيج من الصفات العربية والأوروبية. ..................؟ - أحلي الذكريات يوم ميلاد توأمي جنة وشهد وأعتبر البنات سكر الأرض والرجال ملح الأرض. عمرهما الآن 13 عاماً بالصف الثاني الإعدادي، وهما تفهمان دائما ما وراء المعني وهذا يذهلني ويدهشني ومن هنا اخترت اسم مسلسل »دهشة»، وأنا أعاملهما برفق ورقة مثلما كان والدي يعاملني برقي، وبعد وفاة والدتي لم أجد تعويضاً عن فكرة غيابها إلا منهما والله يصنع في الأنثي بشكل عام أشياء متجاوزة للسن وعندما يكون لدي وقت نجلس سوياً ونتحدث وهما تحبان أعمالي وتناقشانني في أسماء الأعمال ولديهما شغف للوصول إلي المعلومة، وأصعب موقف في حياتي موت والديّ، فكل نجاح بعدهما كان منقوصاً وفرحتي كانت منقوصة لأنهما لم يرياه. ..................؟ - في يوم عرض عليّ كتابة مسلسل كوميدي كبداية لي مع أحد النجوم عن فيلم أجنبي ممصر، فاعتذرت لعدم اقتناعي رغم أنني لم يكن معي نقود تكفي احتياجاتي البسيطة، وفي نفس اليوم اتصل بي الراحل نور الشريف وطلب مني كتابة فكرة عمل صعيدي له فكان مسلسل الرحايا، وكانت مفارقة عجيبة اليوم الذي رفضت فيه كتابة مسلسل كوميدي مستورد جاءت لي البداية اللائقة بحياتي وكياني وهذا من فضل ربي. ..................؟ - العمل مع مخرج في قيمة شريف عرفة في فيلم الكنز ليس كمثله من الأعمال، ومتعة العمل مع مخرج ينجح في أن يجعلك تعطي كل ما تملك، وقد كتبت فيلم الكنز عن مصر وعن الحب وعن السلطة في بناء ليس سهلاً وكما يقال ليست المتعة في الحصول علي الكنز ولكن المتعة في الرحلة. ..................؟ - نحن بلد عريق يملك تراثاً عظيماً من الحكي والخيال، والتاريخ الحقيقي والأسطوري مادة خصبة لصناع الفن عموماً لصنع أعمال فنية كبري تمنح المتعة والتسلية والقيمة ايضاً، ففيلم الكنز اسم ومعني يحمل الكثير من الإشارات والدلالات في هذه الفترة التي نعيش فيها وأتمني أن يكون هذا الفيلم الكنز بداية لأفلام تهتم بالتاريخ والهوية.
