في معظم الحوارات التي أجريت معه منذ رحيل والده وحتي الآن.. أكد الفنان الشاب.. نجل أسطورة التمثيل.. "هيثم أحمد زكي" أنه اكتسب من والده صفات عديدة رائعة ورثها منه رغما عنه.. وبحكم "الجينات".. من هذه الصفات.. طيبته الشديدة وحبه للجميع.. وتواضعه.. وصدقه في الحياة والفن.. وكانت له "كاريزما" خاصة ساعدته في التعبير عن كافة أطياف المجتمع المصري.. ومن الصعب نسيانه.. هذا من الناحية الانسانية.. أما بالنسبة للفن.. فقد ورثته عنه أيضا بعض الجينات.. لكن.. هيهات.. لا يجوز مطلقا مقارنتي به.. وياليتني أكون.. واحداً علي مائة.. من موهبته.. لقد كان رحمه الله فنانا عبقريا.. وأي شخصية قدمها.. كانت تظهر كما يجب أن يكون.. لم يكرر نفسه أبدا.. أو يقلد أحدا. ويعترف هيثم أحمد زكي: صحيح أن شهرة بابا.. وكما يردد البعض.. كانت سببا في دخولي المجال الفني.. لكنني اعتقد ان الجمهور والمنتجين أدركوا موهبتي عقب نجاحي في المسلسل التليفزيوني "دوران شبرا"..وبالنسبة لمسلسل "الصفعة" الذي قدمته منذ 3 أعوام وابتعدت بعده عن الدراما.. فيرجع السبب لأن الأعمال التي عرضت علي بعده شعرت بانها لا تناسبني.. لذلك فضلت الابتعاد حتي تلقيت عرض مسلسل "السبع وصايا" الذي اعتبره عملا أكثر من رائع.. كما أن فكرته أعجبتني جدا لأنها انسانية ومن داخل وواقع مجتمعنا المصري. وتتناول قصص عميقة لسبعة إخوة حول نشأتهم وتربيتهم.. وكل أخ له حياته الخاصة وقصته التي تحوي الكثير. وحول السينما.. قال هيثم: بعد أن قدمت "البلياتشو" ثم "كف القمر" ابتعدت وفكرت في عدم العودة للعمل في الفن.. خاصة وانني تعرضت لبعض الاقوال والانتقادات الظالمة.. وتردد أنني امثل باسم والدي.. وانني غير موهوب.. وظللت أفكر وأحدث نفسي.. وافسر بان ما اتعرض له يؤكد صحة قرار والدي في البداية ورفضه دخولي المجال الفني لأنه شاق وصعب جدا.. لكنني استعدت ثقتي بموهبتي مرة أخري عندما كلمني الكاتب الروائي الكبير جدا الاستاذ "وحيد حامد" وطلب مني تقديم ثلاثة مشاهد فقط في مسلسل "الجماعة".. ثم بدأت الأمور تتحسن حينما اختارني المخرج خالد يوسف لتقديم دوري في "كف القمر". وأعرب هيثم أحمد زكي عن سعادته بما قرأه عن دوره "ناصر السحيمي" في مسلسل "دوران شبرا" وبأنه بين كل أبناء النجوم الكبار الذين اقتحموا مجال التمثيل.. لم ينجح سوي هيثم.. علي الرغم من أن نجاحه جاء بعد وفاة والده.. أي أن العبقري الراحل لم يفعل مثل غيره- ويزق- ابنه ويرشحه لأصدقائه من المخرجين والمنتجين. والحقيقة.. والتي يجب ان نذكرها نحن معشر نقاد الفن.. أن هيثم نجح بفضل موهبته فقط.. بل بالعكس.. لقد صادف تعنتا من الحقل الفني الذي يشتهر معظمه بالجحود ونكران الجميل. كان أول ظهور لهيثم أحمد زكي في فيلم "حليم" الذي أخرجه شريف عرفة والذي كان آخر عمل يقدم ببطولة أحمد زكي الذي توفي أثناء تصوير الفيلم ولم يجد طاقم الفيلم حلا للأزمة سوي الاستعانة بهيثم ليكمل ما بدأه والده. فقد كان الاتفاق علي أن يقدم هيثم بعض المشاهد لرحلة شباب عبدالحليم.. ولكن بعد وفاة أحمد زكي تم تحويل كل مشاهده إلي ابنه هيثم.. ولذلك بدا صغيرا جدا أمام "سلاف فواخرجي" التي كانت تجسد دور الفتاة التي أحبها عبدالحليم في بداية حياته.. والتي أكدت أسرة العندليب علي لسان ابن شقيقة "محمد شبانه" بأن هذه الحكاية لا تمت لعمه بصلة.. وهي من خيال كاتب الفيلم!. هيثم.. كان يتمني معرفة رأي والده في خطواته التمثيلية.. خاصة بعد مسلسل "السبع وصايا".. لكنه بدأ العمل بالفن بعد وفاته.. وكان رأي والده مهما جدا بالنسبة له فقد كانت تربطه به علاقة عشق خاصة إلي أقصي درجة يتوقعها أحد.. وكان قريبا منه ولديه احساس قوي بكل شيء قبل أن يطلبه منه.. وكانا دائما متواصلين.. وهيثم فخور جدا بوالده البطل العظيم الذي أعطي حياته كلها له وللفن وكتب اسمه بحروف من نور.