تمر حياة أى إنسان بالعديد من الصراعات والمشاكل والأجواء غير المستقرة، وهنا يشير الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسى إلى وجود " الفراغ الروحى" فى حياة بعضنا، والتى تنتج من وجود علاقة فاترة وغير منتظمة تنتج حالة من الفراغ الداخلى التى يحاول الفرد أن يملأه، حيث يكون لدى الفرد مبادئ تحكمه، والشخص الذى لم يكّون مبادئ أو قيم ثابتة فى حياته ويمر فى هذه المرحلة معرض أكثر للسقوط فى هذه الأزمة، حيث عندما يفتقد الفرد إلى وجود قيمة ومبدأ تبدأ عناصر أخرى فى التأثير على نمط سلوك الفرد. ويضيف فرويز إلى أن هناك جزءً هام يؤثر على استقرار الفرد، وهو كيف تربى وكيف نشئ، فالتربية التى تمت تحت ضغوط كبيرة تنتج نفسية هشة تعتمد على القيادة من الخارج، ومن ثم فإن فقد الثقة فى النفس يحول الإنسان إلى شلال من المياه المندفعة والتى تخرج من أضعف نقطة، فالبعض يكون نقطة ضعفه فى الجنس أو الشراهة فى كسب المال أو البحث عن السلطة لإثبات الذات أو البحث عن هوية داخل الجماعة، وبالرغم من عدم التوازن الداخلى الذى يعيش فيه، إلا أن الكثير من الأعمال التى يقوم بها هى تغطية على عدم التوازن الداخلى لديه. فإذا قبلنا أن التكوين النفسى والعقلى والروحى هما عماد انتظام الشخصية السوية، فإن أى خلل فى أى عنصر يجعل الفرد رهن للظروف الخارجية للسلوك غير المتزن.