ما نراه الآن فى مجتمعنا من انتقادنا دائماً بعضنا لبعض وكأننا أصبحنا واعظين لغيرنا مراقبين على تصرفات الآخرين شيئاً أصبح يجب الوقوف عنده، ولأننى أصبحت أرى أنه أصبح عادة من عاداتنا وجزءا من تصرفاتنا وسلوكايتنا والغريب أم ما ننتقده فى الآخرين قد يكون فينا، ولكن لا نشعر به أو قد يرزقنا الله بأناس يكونون هم المراقبون علينا. فقد غفل البعض منا عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِى بَيْتِهِ". ولكن دعنا نتفق هناك فرق بين التدخل فى الغير بقصد الحب أو لأنك إنسان بطبيعتك تحب أن تساعد الآخرين وتطمئن عليهم أو بدافع الفضول والغبية والنميمة ولكن تكمن المشكلة بأنا أصبحنا لا نعجب إلا بأنفسنا وكأننا ملائكة وليس بنا أخطاء والكل ينتقد الآخر فمثلا المجتمع لمن كان وزنه نحيفاً فالمجتمع يقول له إزاى مفروض تأكل شوية أنت نحيف فى حين هؤلاء الناس يحاولون جاهدين بأن يصلوا لذلك الوزن ويجهدوا أنفسهم فى الريجيم وعلى الرغم من ذلك بينتقدوا من يتمنون أن يكونوا مثلهم. وعندما تكون وزنها ليس بالقليل فينتقدوا ويصبحوا يضغطوا عليها بأنها من المفترض أن تعمل ريجيم شيئا غريبا فهذا ليس عاجبا وهذا أيضاً لا يحظى بالإعجاب فلمن ينتقد كن فى نفسك وانظر إلى حالك فقد تكون ملىء بالعيوب، ولكن ربنا هو من وضع ستره عليك ولاتنقد أحد والذى يوجه له الإنتقاد اجعل اقتناعك بنفسك وثقتك بها لا يشغلك آراء الآخرين فيك. ومن ناحية أخرى هناك أناس تطرح أسئلة قد لا تكون لا معنى بل قد تحرج الطرف الآخر فمثلاً من يتأخر فى الزواج نسمع كلمة "ايه مفيش عريس ايه ليه"، والغريب من يطرح دائماً تلك التساؤلات عندهم بنات وهنا تصبح مشكلة بأن كل من حولها تصبح من وجهة نظره شىء يجب الخوف منها، لأنها لم تتزوج ولم يفكر أحد بأن ذلك رزق وقد يأتى الإنسان له رزق ولكن قد لا يكون فيه الخير فيتركه حتى يأتى من يناسبه ويصبح خيراً له، وبالتالى إذا رزقت ابنتها بعريس تحاول الإخفاء لحين أن يتم الأمر ويصبح على أرض الواقع فتقول والله الموضوع كان بسرعة "آسفة"، فإذا كنت تخافين من الحسد وتشعرى بأن من يتأخر فى الزواج يكون حاسداً أو حاقداً فأنت لا تعرفى بأنه قد يكون هو فى نعمة ولكن أنت لا تعلميها، والناحية الثانية عندما تتزوج ولم يرزقك الله بالذرية هنا يبدأ المجتمع باشغال نفسه ولكن الغريب كنت أظن بأن قد نشغل بالنا بمن لم يتزوج أو بمن لم يرزقه الله بعد بأطفال من أجل الدعاء لهم وليس فقط لحب الفضول وليس من اجل أن نخاف بعد ذلك منهم لا أعرف لماذا أصبحنا كذلك؟؟ لذا فقد قررت أن أكون فى حالى ولم أتدخل بعد الآن فى أحد سواء من قريب أو بعيد وأعتذر إن كنت فى يوم تدخلت فى أحد فيا نفسى ويا من شغل نفسه بالآخرين وعيوبهم وقد نسينا بأن الكلام على الناس يصب فى اثنين أما الغيبة والنميمة أما بالنسبة للغيبة، فهى ذكرك أخاك بما يكره وهو غائب كأن تقول أعور أعرج بخيل أو تشير بلفظ يشعر بالاحتقار، وقد قال الرجل للنبى صلى الله عليه وسلم بعد أن سمع تعريف الغيبة (يا رسول الله أرأيت إن كان فى أخى ما يقول فقال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)، وقد حذر الإسلام من الغيبة وقبح الله صورة المغتاب فقال: "وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ" أما النميمة فهى نقل كلام الناس على وجه الإفساد، وهى من كبائر الذنوب، وقد حذر النبى صلى الله عليه وسلم النمام حتى قال: (لا يدخل الجنة نمام). ولذلك فلننسى الإنشغال بغيرنا وندع الخلق للخالق فهذا لنا وللجميع أفضل.