«هذا عشب ميت، لقد تمنيت ألا يلعب فريقى وقتًا إضافيًا بسبب هذه الأرضية السيئة».. «أرضية هذا الاستاد، كارثة بكل المقاييس، لا أعلم كيف يكون الاستاد الوطنى للبلاد». التصريحان السابقان ليسا لمدربين مصريين ينتقدان أرضية استاد القاهرة ويحملانها مسئولية الهزيمة فى إحدى المباريات، ولكنها للسير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد ولآرسين فينجر المدير الفنى لآرسنال، ينتقدان فيها أرضية استاد ويمبلى الملعب الوطنى فى إنجلترا بعد انتهاء مباريات نصف نهائى كأس إنجلترا. وعلى الرغم من أن المديرين الفنيين لآرسنال ومانشستر قلما يتفقان على رأى واحد، فإن سوء أرضية الملعب جعلهما ينتقدان سويًا السياسة الخاطئة التى اتبعها الاتحاد الإنجليزى فى إدارته لشئون الاستاد، وانضم إلى فينجر وفيرجسون، ديفيد مويس المدير الفنى لإيفرتون والذى تأهل فريقه لنهائى البطولة على حساب مانشستر وانتقد مويس هو الآخر أرضية الملعب وقال إنها كالإسفنجة تمتص الكرة بدلاً من أن تُسهل حركتها. قد تمر هذه التصريحات مرور الكرام، وقد يتم تجاهلها فى بعض الأوقات، ولكن الأزمة التى خفيت على كثير ممن تابع هذه التصريحات خلال الأيام السابقة أنها جاءت فى وقت قاتل، حيث لم تمر فترة طويلة على تقدم إنجلترا بملف ترشحها لاستضافة كأس العالم 2018، وبالتأكيد قد تقلل هذه الانتقادات من فرص استضافتها للمونديال، خاصة أنها تواجه منافسة قوية من أكثر من 10 دول طلبت هى الأخرى تنظيم كأس العالم 2018. ولكن كيف حدث كل هذا؟ وكيف وصلت أرضية الملعب الوطنى لإنجلترا إلى هذه الحالة من السوء؟ ومن يتحمل مسئولية هذا التردى الرهيب فى أرضية أحد أفضل استادات وملاعب أوروبا؟ المتهم الأول فى هذا الشأن هو الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم، الذى اتبع سياسة وإن جنت أرباحًا هائلة، فإنها أثرت سلبيًا على أرضية الملعب، وجعلتها تصل لحالة سيئة، تستفز كل من يلعب عليها، حيث لم يعُد هذا الاستاد الذى تكلف تطويره 798 مليون جنيه إسترلينى «ما يعادل 7 مليارات جنيه مصرى» استاداً مخصصًا لاستضافة مباريات المنتخب الإنجليزى أو المباريات المحلية الكبرى فحسب، بل أقيمت على أرض الملعب العديد من الحفلات الفنية الكبرى التى كانت تجتذب كماً كبيرًا من الجمهور يقفون لساعات طويلة على أرض الملعب ويتراقصون عليها، كما أن هذه الحفلات كانت تتضمن وضع مسرح كبير على أرضية الملعب حتى تقدم عليه الفرق الغنائية فقراتها المختلفة مما كان يؤثر تأثيرًا شديدًا على الملعب وصل فى بعض الأوقات لإزالة أجزاء كاملة من أرضية الملعب، هذا بالإضافة إلى البروفات التى تتم قبل هذه الحفلات والتى تستهلك هى الأخرى أرضية الملعب، وأضف إلى كل هذا أن الاستاد تُقام عليه العديد من مباريات الرجبى فى المسابقات المختلفة. العوامل السابقة أفضت إلى نتيجة واحدة، وهى ملعب غير صالح لممارسة كرة القدم، على الرغم من أنه الملعب الوطنى فى إنجلترا والذى يتباهى به الإنجليز فى كل المحافل الرياضية، وتضعه إنجلترا فى مقدمة الاستادات التى ستسضيف منافسات كرة القدم فى دورة الألعاب الأوليمية المقبلة «لندن 2012» وكذلك تعتمد عليه بقوة فى ملف ترشحها لكأس العالم 2018. وأصبح الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم والذى يدير استاد ويمبلى مُخيرًا بين أمرين.. الأول هو جعل الملعب قاصرًا على منافسات كرة القدم، حتى يكون صالحًا لاستضافة مباريات المنتخب الإنجليزى والأحداث الكروية المهمة التى تستعد لها إنجلترا فى الفترة المقبلة، والثانى هو أن يستمر الوضع على ما هو عليه ويستفيد الاتحاد ماديًا من الأحداث المختلفة التى تُقام على أرض الملعب، وتخسر إنجلترا فرصتها فى تنظيم كأس العالم وتكون عرضة لمزيد من الانتقادات.