أبكيك وحدى يا سورية العرب.. أبكيك وحدى يا أرض العلم والجهاد.. يا أرض شيوخ الإسلام وعلماء الأمة.. أبكيك وحدى يا حبيبتى.. يا عزة العرب وكرامتهم وعار العرب على صمتهم وجبنهم.. أبكيك وحدى يا عاصمة الخلافة الإسلامية الغابرة.. حضارة أقامها رجال عرفوا أن نصرة الحق من نصرة الله فنصروا الحق فنصرهم الله وأعزهم.. أبكيك وحدى يا أرض الحضارة والتاريخ.. أبكى تاريخك العريق وحضارة الشام العربى أعظم حضارات مشارق الأرض ومغاربها.. أبكى تاريخك القادم يا سوريا.. ذلك التاريخ الذى سيحكم على كل من ينتمى إلى أمة العرب وكل من تهاونوا فى حقك وأضاعوكِ.. أضاعوا عزتك وكرامتك.. أضاعوا عرضك وشرفك.. وقتلوا أهلك وأبناءك بجبنهم وصمتهم وتخاذلهم وعارهم.. نعم يا سوريا أنت فضحتِ عار العرب.. عار يدمى كل القلوب.. عار على أمة افتخرت بعروبتها على مدار التاريخ فأضاعوا عروبتهم هباء ورياء.. أمة شهدت بأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. ولكنها أبدا لا تدرك معنى التوحيد وأن الألوهية والبقاء لله وحده.. فتفرقوا ولم يعتصموا بحبل الله ففرق الله قلوبهم وشتت شملهم وأضلهم عن السبيل.. فتركوا جبارا أهوج يعيث فيك فسادا وقتلا وبطشا يا عزة العرب وكرامتهم ولم يتحرك منهم من ينصر الضعفاء والمظلومين.. فتركوا دماء شبابكِ يا سوريا. تصرخ.. تستغيث.. تستنجد ولكن هيهات فالصمم والعمى قد أصاب قلوب العرب من محيطهم إلى خليجهم.. وهيهات يا سورية العرب أن ينقذك من لطخهم العار والجبن وذاقوا التفرق والخداع.. أى تاريخ سيكتب عنك يا سورية العرب.. أى تاريخ سيسطر ضياعك فى غيابات حرب طال أمدها.. حرب بين أبناء شعب واحد.. ليكون القاتل والمقتول سوريا عربيا.. ليكون الخاسر هى أنت.. أنت يا سورية العرب.. حرب صمت عنها العرب فأضاعت أرض العرب ولتشهد جامعة العرب.. أبكيك وحدى يا سوريا. فكتبت من أجلك كثيرا.. ولكن لا حياة لمن ينادى.. لذا فقد دفنت كتاباتى فى قلبى وأخفيتها فى عقلى فلم يعد لقولى مكان أو لحديثى مجال فسأكمم فمى.. فلم يعد لصراخى صدى صوت يصل إلى قلوب أو عقول.. وأى كلام أقول وأنا من أمة تقول أكثر ما تعمل.. أمة تحيا بلا قلب أو روح.. لك الله يا سوريا.. لك الله.