لست من أنصار التهوين فى بعض الأمور أو التهويل منها، لأن أى قضية يجب أن توضع فى حجمها، فلا يصح أن ندفن الرؤوس فى الرمال لنقلد النظام السابق الذى كان يتعامل مع معظم القضايا بنظام رد الفعل.. وكان يتهم أى جماعة معارضة بأنهم قلة مندسة ليس لهم وزن. ومن هذا المنطلق يجب ألا نتجاهل دعوات الفيس بوك الذى فجر ثورة يناير وتحريض بعض الإعلاميين على ثورة أخرى ضد حكم الإخوان المسلمين فى 24 أغسطس، بحجة أننا لا يجب أن نلقى بالاً بهذه الدعاوى.. وذلك حتى لا نفاجأ بحجم المشاركين فيها من أعداء رئيس الجمهورية وجماعته وأصحاب المصالح التى ساعدتهم الظروف فى الأيام الأخيرة، بسبب تعدد أزمات الكهرباء وحادث سيناء الذى أدى إلى استشهاد جنودنا فى سيناء، وإلقاء بعض الأجهزة بالمسئولية على الرئيس بسبب قراراته بفتح المعابر.. وتجاهله تقارير المخابرات على حد زعم اللواء مراد موافى مدير المخابرات المقال.. ناهيك عن تزايد الأزمات بسبب ما أشيع عن قيام الرئيس بمنح غزة السولار، رغم حاجة مصر إليه، مما أدى لأزمات انقطاع الكهرباء.. والتغيرات الصحفية المثيرة للجدل وحوادث الاعتداء على الكتاب، مثل خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع والإعلامى يوسف الحسينى. والحقيقة أن هذه الأفكار والافتكاسات التى يتخذها المؤيدون لما سموه بالثورة ضد المرشد والإخوان قد يكون لها ما يبررها، فى ظل استمرار حالة التخبط التى نعيشها.. ووجود قرارات غير مريحة فى وقت غير مناسب، وساهم فى تعقيد المشهد حالة العداء التى تحيط الحياة السياسية وإصرار كل القوى السياسية على التعامل مع مصر وكأنها قطعة تورتة.. لكل جماعة وحزب نصيب منها وإلا فإعلان الحرب على الرئيس وتشويهه.. وبالفعل فمرسى لم يلق دعماً من معظم القوى والأحزاب التى لم يكن لها وجود فى الشارع.. رغم أننى ألمح بعض الإيجابيات، ومنها بدء خطوات استعادة هيبة الدولة وتوجيه الرئيس للداخلية بالحزم فى مواجهة قطع الطرق.. وبدأت هيبة الدولة تعود تدريجياً.. ونعود لما سموه ثورة أغسطس، فلا أدرى ما البديل الذى يطرحه دعاتها.. هل الانقلاب؟. أم الحرب الأهلية؟ . أم التحريض على انقلاب عسكرى يجرنا إلى بحور من الدماء؟. وكأنهم يستكثرون علينا أن نمر بثورتنا إلى بر الأمان دون دماء تغرق الشوارع على النموذج السورى واليمنى والليبى. ولم يفكر هؤلاء إذا حدث انقلاب، كيف سيتعامل العالم مع شعب انقلب على رئيسه المنتخب.. فعلى الفور سيتم تصنيف من انتزعوا الحكم بعد ذلك بأنهم جماعة إرهابية.. وأنا فى النهاية مع انتقاد الرئيس.. والتصدى لبعض قراراته.. وتقييمها.. ولست مع إهانته.. والانقلاب عليه.. لأن مصر هى التى ستتدفع أفدح ثمن.