استغربت جداً ما قاله توفيق عكاشة، دون أى اعتبار للقواعد المعتادة فى جميع دول العالم، لقد اخترق القوانين والأعراف واللوائح بهجومه العنيف على رئيس جهاز المخابرات الحربية وأسرته زاعماً بأنه ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين وأن زوجته وبناته يرتدين النقاب، ولولا لوائح الجيش التنظيمية لأطلق لحيته! ومن هذا الهجوم استل سيفه أيضاً على اللواء عباس مخيمر رئيس لجنة الأمن القومى بمجلس الشعب باعتباره مديراً سابقاً للأمن الحربى، مدعياً أنه من الإخوان أو متحالف معهم. وخلال سرده واتهاماته بتزوير الانتخابات لصالح مرسى، شن هجوماً عنيفاً على المجلس العسكرى، مطالباً ضباط الجيش الصغار بعمل انقلاب عليهم.. وهى لغة تحريضية سافرة وجديدة علينا، خصوصاً أنه تحدى أن تجرى مساءلته قانونياً أو إغلاق قناته، محملاً المسئولية للإخوان وللمجلس العسكرى. ولا أعرف عن أى مسئولية يتحدث، وماذا سيفعل إذا تمت مساءلته وأغلقت قناته، فقد خالف كل القوانين العسكرية والمدنية، الداخلية والدولية؟! الطبيعى أن تغلق القناة فوراً لأنها تبث إشاعات كاذبة، وأن يتم القبض عليه لأنه يحرض الجيش للقيام بانقلاب عسكرى على قادته، وهذا الإجراء العقابى السريع يتخذ ضد أى شخص فى الولاياتالمتحدة أو أى دولة أوروبية دون تأخير دقيقة واحدة، لأنه يهدد السلم الأهلى ويخالف الدستور والقوانين، ويتناول بصورة علنية المؤسسات الأمنية السيادية التى تتمتع بحصانة قانونية. الأفظع والأنكى والمثير للدهشة المريرة أن عكاشة يعترف بأنه على اتصال بجهات أجنبية – ألمانية – تقدم له المعلومات التى يدخل بعضها فى دائرة المعلومات الأمنية أو العسكرية، خصوصاً ما ادعاه عن تفريغ الجيش متعمداً لبؤر أمنية فى سيناء، وأن قيادته العسكرية لم تطلب من إسرائيل السماح بتعزيز الوجود الأمنى المصرى فى سيناء سوى مرة واحدة استجيب لها ولكنها لم تفعل. وهذه أقوال – رغم أننا نعرف أنها مرسلة من تأليف عكاشة وإخراجه – إلا أنها تفتح الباب واسعاً عن شكوك بأنه يمارس "الجاسوسية" مستتراً بقناته الفضائية، ويتعاون مع أجهزة استخباراتية أجنبية لضرب الاستقرار، والتحريض على انقلاب عسكرى، والدعوة إلى مظاهرات ومليونيات، مثل التى دعا إليها أمام المنصة فى مدينة نصر، يوم الجمعة القادم. اتهام عكاشة لرئيس المخابرات الحربية يدخل فى دائرة المحرمات القانونية فى أى مكان من العالم، ويدل على نقص هائل فى المعلومات لديه، فوظيفة المخابرات الحربية فى الأساس منع دخول من يحمل أيدلوجيات دينية أو متشددين إلى صفوف الجيش. أظن أن عكاشة يمثل خطراً كبيراً ولا يجب تركه يعبث ثم يفلت من المساءلة، وهنا أدعو إلى ملاحقته القانونية الفورية فهو يحرض على الانقلاب ويتهم قائداً عسكرياً يتولى رئاسة مؤسسة سيادية حساسة وينال من حياته الشخصية وأسرته. [email protected]
