أكد الحزب الاشتراكى المصرى، أن التشكيل الجديد للجمعية التأسيسية للدستور يثبت مرةً أخرى إصرار قوى الإسلام السياسى، وفى مقدمتها جماعة "الإخوان المسلمين" و"حزب النور" و"حزب الوسط" و"الجماعة الإسلامية"، على فرض سيطرتها الكاملة على جميع مقدرات المجتمع، فى إطار مخططها الظلامى لبناء دولة دينية عمادها الإرهاب الفكرى والتمييز الطائفى والاجتماعى وقهر المرأة ومصادرة الحريات العامة. وجدد الحزب، فى بيان رسمى صدر فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأربعاء، رفضه القاطع لهذه الجمعية التأسيسية، التى استحوذ تيار الإسلام السياسى على أغلبيتها، واستبعد من عضويتها كثيراً من الشخصيات ذات الكفاءة والخبرة فى المجال القانونى والدستورى، فضلاً عن ممثلى المثقفين والمبدعين وهيئات المجتمع المدنى والغالبية العظمى من الجماهير الشعبية، مشيراً إلى إقحام عدد كبير فيها من دعاة التكفير والإرهاب الفكرى الذين يجاهرون بعدائهم لقيم المواطنة والتسامح والمساواة ورفضهم للنسيج الوطنى المصرى وللركائز الحضارية المصرية، واصفا تشكيل تأسيسية الدستور بأنها مسخاً لا يعبر بأية حال عن تنوع المجتمع المصرى بمختلف فئاته وتياراته. ودعا الحزب جميع من تم اختيارهم فى عضوية الجمعية التأسيسية من المنتمين إلى التيار المدني، للانسحاب فوراً منها، حفاظاً على تاريخهم ومصداقيتهم، وإلى المشاركة مع جميع القوى الوطنية والديمقراطية فى التصدى لهذا النهج الاستحواذى لتيار الإسلام السياسى ولمخططه الظلامى الذى يقود مصر إلى مستنقع التخلف والاقتتال المذهبى والطائفى. وطالب الحزب جميع القوى المدنية، من أحزاب ونقابات ومؤسسات وهيئات ومنظمات، إلى مقاطعة هذه الجمعية وعدم الاعتداد بما يصدر عنها، ومواصلة النضال من أجل تشكيل جمعية تأسيسية حقيقية تعبر عن مختلف مكونات المجتمع المصرى السياسية والاجتماعية والثقافية والعقائدية، وتضمن وضع دستور يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية حديثة تكفل الحريات والحقوق التى ضحى من أجلها الآلاف على مر السنين، مؤكدا على ضرورة توحيد الصفوف والدفاع عن الوطن، بقيمه الإنسانية السمحة وبتراثه الحضارى والثقافى المتنوع، فى مواجهة الهجمة الشرسة التى يقودها تيار الهيمنة والقهر والتكفير والإرهاب والمتاجرة بالدين. وأشار البيان إلى أن مخطط القوى الظلامية ظهرت بوادره فيما طرحه نواب قوى الأغلبية فى مجلس الشعب من مشاريع قوانين مناهضة لأبسط حقوق الإنسان، مثل المشاريع المتعلقة بختان الإناث والأحوال الشخصية وتجريم التظاهر وغيرها، متجلياً فيما عَّبر عنه رموز هذه القوى الرجعية من تكفير وتشويه للخصوم وعداء واحتقار للتراث الحضارى المصرى الذى أثرى الإنسانية كلها على مدى آلاف الأعوام.