فر حوالى 10 آلاف شخص من المعارك بين السودان وجنوب السودان فى منطقة هجليج الحدودية بين نهاية مارس ومطلع أبريل التى دارت قبل مواجهات الأسبوع الحالى، بحسب النشرة الأسبوعية للشئون الإنسانية التى نشرتها الأممالمتحدة السبت. وذكرت النشرة، نقلا عن اللجنة السودانية للشئون الإنسانية، أن معظم هؤلاء المدنيين أتوا من قرى محيطة بهذه المنطقة النفطية "وتوزعوا على مواقع مختلفة بما فى ذلك مدينة هجليج ومناطق أخرى فى الشمال". وهذه الأرقام تغطى الفترة الممتدة من اندلاع أول المعارك فى المنطقة نهاية مارس وحتى الثامن من أبريل، أى يومين قبل الهجوم الجديد لجيش جنوب السودان على هذه المنطقة المتنازع عليها الذى أدى إلى معارك أكثر ضراوة وإلى سيطرة دولة الجنوب على هجليج. وبحسب جوبا، رد الجيش السودانى بقصف جوى مستمر على أراضى جنوب السودان ما يثير مخاوف من نزاع مسلح جديد بعد عقدين من حرب أهلية مدمرة (1983-2005) أدت إلى مقتل مليونى شخص وتقسيم البلاد فى يوليو 2011، ولم يكن البلدان أقرب يوما من نزاع مسلح جديد بعد أن تبادلا الاتهامات بالسعى إلى شن حرب. وتقع منطقة هجليج فى ولاية جنوب كردفان السودانية، حيث تدور معارك عنيفة منذ عام بين قوات الخرطوم ومتمردين قاتلوا فى الماضى إلى جانب الجنوبيين. ودفعت هذه المعارك بعشرات آلاف الأشخاص إلى مغادرة منازلهم للجوء أما إلى مناطق أكثر هدوءا أو إلى جنوب السودان، وفى الأشهر الماضية حاولت الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقى والولايات المتحدة الضغط على الخرطوم لنقل مساعدات إنسانية إلى هذه المنطقة. من جهته أفاد مصور وكالة فرانس برس السبت أن نحو مئة جندى من القوات المسلحة السودانية من الذين أصيبوا فى المعارك الأخيرة مع جنوب السودان فى منطقة هجليج، يعالجون حاليا فى مستشفى العاصمة السودانية العسكرى. وجال مصور فرانس برس مع نائب الرئيس السودانى على عثمان محمد طه ووزير الدفاع السودانى عبد الرحيم محمد حسين خلال زيارتهما إلى المستشفى، موضحا ان الجرحى توزعوا على 16 غرفة بمعدل ستة أشخاص فى الغرفة، ولم يقدم أى من طرفى النزاع أى حصيلة عن ضحايا المواجهات الأخيرة. وأكد جنوب السودان السبت انه لا يزال يسيطر على منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها رغم إعلان سلطات الخرطوم أن قواتها تتقدم نحو هذه المنطقة لاستعادتها بعد ان سيطرت عليها قوات الجنوب الثلاثاء الماضى. وأكدت دولة جنوب السودان سقوط خمسة قتلى مدنيين السبت فى غارة جوية شنها الطيران السودانى على مدينة بنتيو عاصمة ولاية الوحدة الجنوبية. وقالت وزارة الخارجية السودانية السبت ان وزير الدولة فى الخارجية السودانية صلاح الدين عبدالله ونس التقى سفيرى الصين وروسيا الاتحادية فى الخرطوم "وطلب منهما ممارسة مزيد من الضغط على دولة جنوب السودان للانسحاب الفورى من هجليج". وتبادل رئيسا الدولتين سلفا كيرا وعمر حسن أحمد البشير الاتهامات بالسعى نحو الحرب، فى حين دعا مجلس الأمن الدولى إلى وقف فورى لإطلاق النار.