كريم وتغريد أيتام من نوع خاص لهم أم أعطت قطعة من جسدها النحيل لابنتها، وأب قرر أن يلفظهم من حياته لمرضهم، فمنذ أن تفتحت عينى الطفلين على الحياة، وهى تمد يدها لهم بالفقر والذل والمرض، القصة بدأت منذ ثلاث أعوام، عندما أخبر الأطباء والدة تغريد 8 سنوات أنها تعانى من فشل كلوى، وتحتاج إلى إجراء جلسات غسيل كلوى ثلاث مرات أسبوعيا. ولكن كعادة الحظ مع الأسرة لم يكون حليفا لها، حيث إن المكان الوحيد المتاح للغسيل داخل بلدها وهو "مستشفى الجامعة فى سوهاج"، لم يكن مجهز لاستقبال الأطفال، فهو مخصص لكبار فقط مما جعلها تعانى فى كل مرة تقوم فيه بعملية الغسيل، مما أجبر الأم "أمانى محمد" 27 سنة، إلى أن تلجأ بطفلتها إلى مستشفى أبو الريش العام بالقاهرة حتى تستكمل مشوار علاجها، مخالفة بذلك قرارات زوجها الصارمة فى أنها لابد أن ترضى بقضاء الله وتترك ابنتها تواجه الموت وتظل فى بيت الزوجية، وقام بتهديدها فى حالة خروجها من بأن لا يحق لها العودة مرة أخرى، وعدم الإنفاق عليها وأبنائها الأربعة. لكن أمانى استقلت القطار هى وكريم وتغريد وطفلتها الرضيعة، تاركة الطفلة الرابعة مع جدتها، وبمجرد وصول هذا الفريق البائس إلى القاهرة، استقبلتهم المستشفى التى تحملت جميع التكاليف كاملة، واستضافتها فيها لمدة لا تقل عن 4 أشهر. ووسط بريق الأمل فى شفاء الطفلة، تظهر مفاجأة من العيار الثقيل، وهى أن جسم الطفلة النحيل لا يسمح لها بالاستمرار فى العلاج بالغسيل الكلوى، وتحتاج إلى عملية نقل كلى سريعاً، ولم يكتف القدر بذلك بل أعطاها المزيد حيث اكتشفت مرض طفلها الأكبر كريم 10 سنوات بنفس الفشل، ويحتاج هو الآخر إلى نقل كلى، لكن حالته تسمح بالاستمرار فى العلاج بالعقاقير والغسيل الكلوى، لمدة لا تزيد عن عام، وكل ذلك نتيجة زواج الأقارب. وهنا قررت الأم أن تعطى فلذة كبدها تغريد كليتها حتى تستكمل حياتها، وبالفعل نجحت عملية النقل لتغريد، ويتبقى الآن إنقاذ حياة كريم وتنتظر حتى تجد متبرع لابنها لينقذه هو الآخر من مخالب الموت. وأشارت أمانى ل"اليوم السابع" أن هناك مجموعة من شباب الخير قام بتوفير إقامة لها داخل دار مسنين هى وأطفالها، على الرغم أن ذلك غير مسموح به، لعدم إزعاج المسنات بالدار، وذلك بعد أن تخلت عنها عائلتها لتواجه وحدها مصير أبنائها. وتعاطفا مع حالة كريم يعلن "اليوم السابع" مبادرته فى مساعدة الطفل، الذى يحتاج لمتبرع بكلى فصيلته o+ مقابل مبلغ مالى 30 ألف جنيه، وعلى من يرغب فى مساعدة هذه الأسرة الاتصال باليوم السابع.
