الصحة دخلت في غيبوبة طويلة بعد أن غرقت في شبر ميه مع ملف المصابين حيث اكتفت بتخصيص عدد من المستشفيات لاستقبالهم وتقديم العلاج البسيط والإسعافات الأولية فقط وتخلت تماما عن الحالات الحرجة التي تحتاج تدخلا جراحيا أو علاجا طبيعيا طويل المدي. أما قرارات العلاج علي نفقة الدولة بصفة عاما فقد انحسرت إلي حد كبير وتحولت. قرارات العلاج أعداد غفيرة من المرضي إلي بريدنا الإنساني تستغيث لشراء علاجها الذي تعيش عليه ولن أنسي المواطن سعيد محمد أبوالعينين الذي كان يعاني من ورم سرطان انتشر بأجزاء جسده أخذت حالته تتدهور بعد أن فشل في تجديد قرار علاجه لأن معهد الأورام طلب منه إجراء فحوص دقيقة تكلفتها 2500 جنيه علي نفقته ليجدد القرار علي أساسها. طرق بابنا لمساعدته علي إجراء الفحوص المطلوبة فسددنا له تكاليفها كاملة ولكنه مات قبل ساعات من موعد الحجز. مازالت قضايا أخري تحتاج علاجا جذريا مثل سفر غير القادرين للخارج من الحالات التي ليس لها علاج في مصر. والتكفل الكامل بمرض الفشل الكلوي من أدوية ونقل دم بجانب نفقات الغسيل. زرع الأعضاء هذا فضلا عن ضرورة إعادة النظر في عمليات زرع الأعضاء برفع قيمة مساهة الوزارة للحالات القابلة للشفاء فقط خاصة من الاطفال فمن أبرز الحالات التي لجأت إلينا والتي يرق لها قلب الحجر ولم يرق لها المسئولون بوزارة الصحة الشقيقين تغريد وكريم بكري علي اللذين تقرر لهما زرع كلي فتبرعت الأم لتغريد بإحدي كليتيها وباعت كل ما تملك وساعدتها جمعيات خيرية حتي أجرت الجراحة وفشلت في تدبير أي جزء من نفقات الجراحة لابنها. ملف مهمل هناك ملف آخر للأمراض التي لا تدخل في قائمة الوزارة وتعتبرها من عمليات التجميل أو تكلفة علاجها تفوق إمكانياتها مثل السمنة المفرطة والعلاج الطبيعي وتقويم الاسنان وحضانات المبتسرين فحالة مثل "تحية هاشم شهاب" زاد وزنها في ثلاثة أشهر 150 كيلو جراما ولعجزها عن تحمل تكاليف الفحوص لم تعرف سر هذه الزيادة التي شلت حركتها وجلبت لها أمراضا كثيرة وعندما عرضها أهل الخير علي المتخصصين قرروا لها أكثر من عملية جراحية مكلفة ولا تتحملها الوزارة وزوجها مبيض محارة فماذا تفعل هذه السيدة التي مازالت في الأربعين من عمرها وأم لأربعة أبناء في حاجة ماسة لرعايتها؟ مرضي الدم كذلك هناك مرضي الدم ممن يعيشون علي نقل الدم أو الحقن البديلة فهناك حالات تظل محجوزة بمستشفي أبوالريش في انتظار تبرعات جديدة لشراء الحقن المقررة لهم مثل حالة الطفل يوسف محمد الذي ظل 18 يوما في انتظار تلك الحقن حتي أصيب بنزيف داخل في أكثر من مكان بجسده حتي جاءت إلينا والدته ورصدنا لها ثمن ثلاث حقن لإسعافه ثمنها ألف و500 جنيه. المبتسرون الأطفال المبتسرون الذين يحتاجون لدخول الحضانات كم من حالات فيهم تفارق الحياة علي أيدي أسرهم وهم يطرقون باب كل المستشفيات بحثا عن مكان ومنهم من تتدهور حالتهم وكان من الممكن أن نجنبهم مشاكل كثيرة لو تم وضعهم في الحضانة في الوقت المناسب مثل حالة الطفلة ملك محمد عبدالرحيم التي أصيبت بضيق مزمن بالتنفس لأنها جاءت إلي الدنيا بثقب بالقلب ولم يقدر والدها العامل البسيط علي تدبير نفقات الحضانات الخاصة فجاءنا في اليوم السادس لولادتها وتحملنا عنه تكاليف الحضانة حتي استقرت حالتها.