طالب ممدوح قطب، المرشح لرئاسة الجمهورية فى تصريحات خاصة بمناسبة ذكرى الأربعين لشهداء أحداث بورسعيد، بضرورة تكريم أسر الشهداء والسعى لكشف جميع ملابسات الحادث المأساوى، وتقديم كل أطرافة لمحاكمة عادلة وناجزة، مؤكدا أن الإصرار على إخفاء الحقائق وعدم الإفصاح عن المعلومات سيزيد من حالة الاحتقان بين أفراد الشعب المصرى. وقال قطب تعليقا على التصريحات الأخيرة والمتعلقة بفكرة التصالح بين أعضاء النظام السابق وبين الدولة بعد رد أموال الشعب قائلا: "مصر لا تشترى بمال، ويجب أن تعمل الدولة بكل أجهزتها ولتحصيل الأموال المهربة للخارج"، مؤكدا أن التفاوض على دماء الشهداء لا يجوز ولا يصح. وأضاف "قطب" أنه سيعمل على محاكمة مبارك وسيطعن على أى قرار يبرئه، كما أنه سينتقد كل درجات التقاضى، وسيجد الجرائم التى اقترفها مبارك وأعوانه ولن يسكت عنها وإنما سيقدمها للقضاء الناجز حتى إدانته. وأكد "قطب" أن أهم أولويات برنامجه الانتخابى هو العمل على إزالة الاحتقان بين أبناء الشعب المصرى، بحيث تسود روح القانون دون تفرقة بين مواطن وآخر، من خلال القضاء على كافة صور الفساد بما يحقق العدالة بين جميع المواطنين. وأضاف، أى مسئول يعمل بالدولة يجب أن يضع نصب عيناه دائما أنه خادم للشعب وليس سيدا كما يظن البعض، ومن يظن أنه فوق الشعب يجب أن يتم عزله من منصبة، كى يحصل كل مواطن على حقوقه كاملة وغير منقوصة. وتابع أنه فور نجاحه إذا قدر الله له هذا فإنه سيعمل على منح المحافظين كافة الصلاحيات لتمكينهم من اتخاذ جميع القرارات التى تخدم المواطنين فى المحافظة دون الرجوع الى الوزرات المعنية، ولعدم تعطيل مصالح المواطنين مثلما يحدث الآن فى ظل وجود الإجراءات الروتينية وتباطؤ المسئولين عن اتخاذ القرارات إلا بعد حدوث الأزمات فى الدولة. ولفت إلى أن العلاقة بين المحافظة والوزرات المعنية تحتاج إلى مراجعة وتشريع سليم، مشيرا إلى أن قانون المحليات فى حاجة إلى تغيير حتى تستطيع المحليات أن تعمل بعيدا عن البيروقراطية، وكى يأخذ المحافظ سلطته كاملة والتى لن تأتى إلا لم خلال تطبيق اللامركزية حتى تكون لديه القدرة على سرعة اتخاذ القرارات. وأشار قطب إلى أن المحافظ يجب أن تكون له صلاحيات وميزانية محددة تحت تصرفه ليستطيع تنفيذ المشروعات دون انتظار الإجراءات الروتينية وفى المقابل يتم محاسبته فى نهاية كل عام على أدائه وما قام بتنفيذه من خطته. ووصف قطب واقع المحافظين فى مصر الآن ب "المأسوى"، حيث تقوم الدولة بتكتيفه ورميه فى الوظيفة والمسئولية دون تطويع الوسائل والأدوات فى خدمته. وأكد قطب ضرورة بحث إمكانيات كل محافطة والعمل على استغلالها بما يخدم مواطنيها، ففى محافظة سوهاج مثلا كان يوجد 5 مصانع متوقفة عن العمل، وبصفتنا السابقة فى مؤسسة مصر الخير خاطبنا محافظ سوهاج، واستعنا برجال الأعمال لإعادة تشغيله، وهذه التجربة يجب تعميمها فى كل محافظة، لأنه يوجد الكثير من المصانع المتوقفة عن العمل. وقال قطب: "أعتبر نفسى خادما لكل مصرى وكل شخص له حق فى رقبتى حتى يعيش ويحظى بحياة كريمة ويحظى بالأمن والدخل الكريم". وأوضح قطب أن لديه قاعدة بيانات عن كل القرى الفقيرة والأسر المعدمة فى المحافظات التى عمل فيها، خلال فترة عمله فى مؤسسة "مصر الخير"، مشيرا إلى أنه يدعو الله أن يجعله نصير للفقراء. وقال قطب إن الدولة يجب أن تضع ضمن أولوياتها خلال المرحلة القادمة تمثيل أصحاب الإعاقات باعتبارهم فئة لا يمكن تجاهلها، مشيرا إلى أنه لو وفقه الله وفاز سيقوم بتوفير فرص العمل لهذه الفئة فى الجهاز الإدرى للدولة وفى الجامعات، وذلك بنسبة 5% وفقا للقانون الذى لم يفعل النظام السابق لبنوده. وشدد قطب على ضرورة العمل على استرداد أموال مصر من الخارج من خلال العدالة الناجزة التى تتم فى أسرع وقت، مؤكدا أن عبارات التخوين المتداولة بين الأطراف السياسية المختلفة ناتجة عن ثقافة مجتمعية يجب تغييرها حتى نعيد بناء مصر الجديدة مرة أخرى، لافتا إلى ضرورة توفير الاحتياجات الأساسية من رغيف خبز ومسكن وعمل لكل مواطن، من خلال الاستغلال الرشيد لثروات مصر، لأنه لا بناء أو تنمية حقيقية بدون مواطن يشعر فى بلده بالأمان والكرامة. كما شدد قطب على ضرورة إنشاء جهاز لضبط ومراقبة أداء جهاز الشرطة، مستدركا أنه لا مانع من إطلاق رجال الشرطة "اللحية" طالما لا ينتمى أى منهم لاتجاه أو فصيل سياسى معين. وقال قطب: "القومية العربية من أهم ملفات السياسة الخارجية، لأن البعد العربى لمصر بعد أساسى وتاريخى ولا نستطيع التخلى عنه، مستدركا خلال الفترة الماضية كان هناك تقصير، وكان هناك تراخ فى ملف القومية العربية، وعلينا أن نعيد التعاون الاقتصادى والعلمى والسياسى مع العرب. وعن مشكلة الديون المصرية والرغبة فى الحصول على قرض جديد قال: "مصر بها ثروات كثيرة تستطيع الوفاء بكل ديونها، ويجب ألا يكون القرض سببا فى المساس بوضع مصر فنحن لا نقبل أى إملاءات أو ضغوط، لأن مصر لن تركع ولن تستجدى أحدا إن شاء الله". وحول قضية التعليم قال قطب: "التعليم حق لكل إنسان، وهو يتكون من مدرس وتلميذ ومبنى، ويحتاجون الجميع إلى تعديل المناهج بحيث لا تعتمد على التلقين"، بالإضافة إلى تحسين دخل المعلم، فلا يصح أن يحصل المدرس على 60 جنيها، أو أن يترك دون تأهيل للقيام بهذه المهمة. وعن قضية المياه قال قطب: "إسرائيل بسكانها البالغ عددهم 8 ملايين، تعيش على 2 مليار متر مكعب ونحن نعيش على 55 مليون متر مكعب، وهو ما يعنى أننا لا نعانى نقصا وإنما سوء توزيع فالفلاح المصرى يعانى منذ الأزل، فقديما كان يعامل بالسخرة، والآن يقهره بنك التنمية والائتمان الزراعى بالرسوم والإجراءات الإدارية، وهو واقع أليم ويجب العمل على تغيره فى أقرب وقت.