بالصوت والصورة ولمدة 15 دقيقة، وببكاء امرأة عجوز قام بدور المؤثرات الصوتية، شاهدنا كلنا جسداً نصف حى ونصف ميت لطفل، لم يتجاوز عمره 12 سنة، اسمه محمد ممدوح واشتهر فيما بعد وفاته بلقب «قتيل شها» فى تسجيل فيديو موجود على «اليوتيوب» قام من وضعه بحذفه مرة أو مرتين، ربما لأنه قد شعر بآلام مشاهدة هذا الفيديو القاسية جدا على قلوب المشاهدين. ثمن المواطن المصرى يتضح جداً فى هذا الفيديو، الذى شاهدنا فيه بالصوت والصورة الأم التى كلما حاولت أن تبدو قوية وهى تقلب جسد ابنها الذى كانت الدماء تقطر منه، ولا يخلو جسده من لسعة نار أو ضربة عصا، يغالبها الضعف وتبكى وتستعطف من طاوعه قلبه وشاهد جثة ابنها تحتضر أن يساعدها فى الحصول على حقها وحق وليدها الذى راح ضحية التعذيب بمركز شرطة المنصورة. فى مقطع الفيديو لا علامة على أن روح الطفل المعذب مازلت فى جسده، سوى صدره الذى يعلو ويهبط فى مراسم طلوع الروح، وكلما كانت الأم تشير إلى جرح جديد، أو كدمة أو قطعة من جسده ،داكنة اللون من الضرب، كانت دموعها تغالبها ولا تملك سوى أن تدعو الله بأن ينتقم لها من اللابنى آدم الذى عذب طفلها.. «ابنى راح سليم.. دخل القسم زى الحصان ورجع زى ما إنتو شايفين.. كل حتة فيه محروقة، وظهره مكسور» هكذا قالت الأم الغلبانة وهى تحاول أن تعدل وضع الخرطوم الذى يخترق جسد ابنها فى محاولة يائسة لإبقائه على الحياة. 12سنة هى عمر محمد ممدوح ،الذى اخترقت عصيان الشرطة وأسلاكهم الكهربية جسده الضئيل، وأماكنه الحساسة، كما اتضح فى تسجيل الفيديو الذى تظهر فى نهايته الأم وهى تبكى بحرقة على جسد ابنها الذى يحتضر أمام عينيها وتصرخ قائلة «مش هاعرف آخد حق ابنى لأنى مليش ضهر». http://www.youtube.com/watch?v=CEcQRm97MqE