يا عينى عليك يا ثروة لما بتضيعى منا، هكذا هو حالنا فقد كنا نبكى على الأطلال، ولكن حتى البكاء أصبحنا غير قادرين عليه وقد يكون ذلك من كثرة الحسرة والألم اللذين ملآ قلوبنا. وأما الحقيقة أعزائى فهى ليست ثروة واحدة بل هى أكثر من ثروة، واعذرونى فلن أتكلم عن الثروة الصناعية والتجارية وما إلى ذلك من ثروات تمتلىء بها مصر، ولكنى سأتكلم عن ثروة حقيقية وهى ما تخلق كل الثروات الأخرى، ثرواتنا هم شبابنا وهم قيمة حقيقية وعقل مدبر لنفع البشرية لأن عنوان التقدم يكمن فى عقول العلماء والأدباء والمفكرين وبصراحة شديدة ما كانوا عليه فى ظل النظام السابق شيئا مخزيا للغاية، حيث كان الحال قبل تلك الثورة والتى نرجو أن يتغير فعلا، فقد كان الشاب يبتكر ويخترع وهو فى حقيقة الأمر يعتبر بطلا وذلك بسبب كل ما يحيط به من إحباط ومشاكل ورغم ذلك ما زال هناك عقل قادر على الابتكار يفكر ليخترع ويبتكر وفى النهاية على ماذا يحصل؟ براءة اختراع مع مبلغ ضئيل من المال! ويخرج من المكتب محمولا على ظهره مضروبا على رأسه، هل هذا الذي كنت أريده وكأنها كانت أشبه بسياسة (عدى علينا بكرة يا سيد) وربنا يفرجها إن شاء الله وكأنك يا أبو يا زيد ما غزيت. هكذا كنا لا نشعر بقيمة الشىء إلا إذا فقدناه وتركناه يضيع من بين أيدينا بسلام لينفع به غيرنا وأيضا بسياسة (النبى وصى على سابع جار)، ولكن الحق يقال فهو فى النهاية صناعة مصرية. لو ظللنا نطرح الأسئلة التى فى عقولنا فلن نتنهى من الكتابة ومن علامات التعجب التى ما زالت فى عقولنا، وكل ما نرجو فعله بل أول ما نقوم به هو التركيز والاهتمام على الشباب وعقولهم وندع ما فات ونركز على ما هو آت لأن ما فات قد فات، ورحل مع الأمس من بين أيدينا، ولكن ما هو آت فما زلنا نسطيع التحكم فيه ونستطيع أن نبعد كل الغيوم التى كانت محيطة ومركزة على ثروتنا الحقيقية تحت ما يسمى بالعولمة أو وسائل التكنولوجيا المختلفة ودعونا نأخذ منها ما ينفعنا ولا نتجه إلى ما يضرنا، فهل بعد الآن نستطيع أن نتحكم ونبدأ من أنفسنا ونحافظ على مستقبلنا ؟!!!!
