ظهرت فى ميدان التحرير خلال أيام الثورة وما بعدها شخصية لها مواصفات كاريكاتورية، قد تكون غير مألوفة للبعض، ولكنها معروفة لمستخدمى الإنترنت، هى شخصية "عطوة كنانة" أو دكتور تامر جمال أخصائى التوجيه النفسى ومدير مركز إشراق للاستشارات النفسية. يقول دكتور تامر جاءت فكرة عطوة نتيجة للشحن النفسى بسبب الأحداث التى تحدث فى ميدان التحرير، ونتيجة لظهور فئة ليست بقليلة، ولكنها بدون وعى سياسى، وتريد هذه الفئة من يبسط لها الأمور التى تحدث فى مصر وخصوصا ما يحدث بالميدان. والشريحة المستهدفة من شخصية عطوة هى شريحة البسطاء الطيبين المتواجدين فى الأماكن الشعبية من أنحاء مصر، ويعمل عطوة على تحذيرهم من بعض الأمور المتوقع حدوثها قريبا، بالإضافة إلى نقل آلام ومطالب هؤلاء البسطاء إلى المسئولين من خلال تداول هذه الفيديوهات بين الشباب، والتى يمكن أن تصل إلى أحد المسئولين أو عرضها وطرحها وسط شباب الثورة لوضعها بين قوائم الطلبات أو اقتراح فكرة بسيطة يمكن تنفيذها. انتشرت شخصية عطوة من خلال أبناء هؤلاء البسطاء رواد إنترنت كافية ونقله عبر التليفون لتداوله بين الناس. ويقول: لا يوجد تخطيط محدد أو مسار يسير عليه عطوة، ولكن الفكرة تأتى وليدة اللحظة لرصد التحذيرات والمخاوف التى يمكن أن تحدث من ورائها، وبتطور الأحداث كان لابد من ظهور شخصية تمثل القوة الشريرة التى تحرض على الشر والفساد، فظهرت شخصية "كوهين كنانة" الذى يريد التفرقة بين المسلمين والمسحيين وتأجيج الفتن بين أبناء الشعب الواحد، وكان لظهوره تعليق كبير على أحداث الفتنة التى ظهرت فى مصر. أما عن ظهور عطوة كنانة لأول مرة فى ميدان التحرير يقول الدكتور تامر جمال عندما نزلت لأول مرة بشخصيتى المستعارة وجدت فجوة كبيرة بين أصحاب التيارات السياسية، ووجدت مجموعة أخرى تقلب الشعب على الجيش، وعدد هائل من الباعة الجائلين، وهناك من يتواجد بلا هدف، ولكن طبقة الأسرة المصرية البسيطة والمكونة من الأب والأم والأبناء لا تتواجد حاليا فى ميدان التحرير وعندما قررت الذهاب الى الميدان لم يكن الهدف هو التصوير ونقل الفيديو على الإنترنت، ولكن كان الهدف تفعيل دور عطوة وتأثيره على ميدان التحرير. ويؤكد الدكتور تامر إلى أنه حان الوقت لظهور باقى عائلة كنانة، قريبا سوف يظهر "ميدو كنانة" والذى يمثل طبقة الشباب التى لم تكن لها اهتمامات سابقة بالسياسة أو حب للوطن، وأكثر ما يشغل كان الهجرة والسفر للعمل بالخارج وبعد الثورة زاد لديهم الاحساس بحب الوطن وأهمية دورهم لبنائه، وبما أن الشباب هم الهدف الذى تبحث عنه جميع الأحزاب الجديدة فأردت أن يتقدم لهم ميدو بلغة الشباب ليوجههم إلى الصواب من خلال تثقيفهم أكثر بالأمور الحزبية والسياسية وعرض لبعض الصفات التى لابد أن تتوافر فى الحزب الذى يريد أن ينتمى إليه والمرشح القادم سواء لمجلس الشعب أو الشورى أو الرئاسة .