فى أحدث دراسة عن مصر الفرعونية، أوضح الباحث الأثرى عبد المنعم عبد العظيم، مدى براعة مطبخ المرأة الفرعونية. وكشف الباحث أن معظم الوجبات التى نعرفها اليوم، فرعونية الأصل مثل: الفول المدمس، والبصارة والطعمية والكباب والتورلى (مجموعة الخضروات توضع فى طاجن، ويضاف إليها الثوم لفوائده الصحية). وعرف المطبخ الفرعونى من الخضروات: البسلة والكوسة والعدس والكراث والثوم والخيار والقلقاس. وكان لهن (غرام) خاص بالخس، حيث كانت المرأة الفرعونية تقشره وتنقعه فى الماء، وأحيانا تضيف إليه زيت الزيتون كمقوٍّ ومنشط. كما عرف أيضاً من الفواكه الدوم والجميز والخروب، واستورد قدماء المصريين البلح من العراق ثم زرعوه بمصر، وعرفوا التين البرشومى الذى كان يزرع بغرب الإسكندرية وكذلك الرمان. ويقول عبد العظيم، إن فى معبد الكرنك منظراً يمثل تحتمس الثالث يستورد الرمان من بلاد الشام، وهو الذى أدخل زراعته فى مصر، ثم أصبح فاكهة محلية فى عصر رمسيس الرابع. وكانت المرأة الفرعونية زوجة مثالية وربة منزل من الطراز الأول، تقضى وقتها فى مطبخ منزلها لتعد بنفسها الطبق المفضل لزوجها حتى لو كان لديها الخدم والحشم. وكانت المرأة الفرعونية أيضاً سيدة مودرن تهتم جداً بالجمال، تنسق المائدة بالزهور الجميلة طيبة الرائحة تقطفها بيديها من حديقة منزلها فقد كان لكل بيت حديقة. والمطبخ الفرعونى عادة ما يكون فى الجزء الخلفى من المنزل، حتى لا تؤثر روائح الطعام فى نقاء باقى الحجرات. ويوضع فيه تمثال لأحد الآلهة، لإبعاد الأخطار اليومية مثل الثعابين والعقارب والأرواح الشريرة. وتعتبر حجرة التخزين من الحجرات الرئيسية فى البيت المصرى القديم، وكان المصرى عموماً يقدر قيمة الأراضى الزراعية ولا يضن عليها بجهده ومع ذلك كان يخشى من شر المجاعة. وفى النقوش الفرعونية يجلس الصيادون على الشاطئ، أمامهم منضدة صغيرة منخفضة ينزعون عليها أحشاء الأسماك وزعانفها والرأس والذيل ثم يضعونها فى سلال كبيرة ويعلق السمك كبير الحجم على المجداف أو يذهب به مباشرة إلى المنازل أو أماكن التجفيف حيث يملح ويعلق على خطاطيف ليتعرض للشمس والهواء، وبعد ذلك ينقل إلى حجرات التخزين. وكان من أحب الأكلات لدى جدتى الشيش كباب والسمان المحشى بالفريك. وعلى جدران المقابر مناظر لنساء ينزعن ريش البط والإوز، وينظفن داخله ويقمن بشيه على الأسياخ ومنظر لطاهٍ يمسك فى يده بطة يقوم بشيها على نار الفحم ويحمى باليد الأخرى وجهه من لفحة النار المشتعلة. وعرفت السفرة الفرعونية الشوك والسكاكين والملاعق المصنوعة من العاج، واستخدمت أنابيب رفيعة من أمعاء الحيوان لتناول الحساء، كما عرفت المصفاة والصوانى والأكواب النحاسية. وعادة ما كان يتكون الإفطار من اللحوم والطيور والخضار وفاكهة الموسم ومشروب الجعة الذى كان يعتبر مشروباً وطنياً، كما كان عصير العنب وعصير الرمان والخروب المحلى بالعسل من مشروباتهم المفضلة.